بعد ساعات قليلة، تبدأ الساعة الزمنية بالدوران في العام الهجري الجديد 1440هـ لتعلن انتهاء عام هجري وبداية آخر.
ولعل العديد من المنتظرين انطلاقة العام الجديد، لم يطلعوا على قصة بدء الاعتماد على التقويم الهجري، والذي يعد واحداً من أربعة تواريخ يضبط العالم ساعته عليها، “الميلادي والهجري والصيني والفارسي”، وقد انطلق العمل بالتاريخ الهجري، في السنة السابعة عشرة من هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وعن سبب البحث عن تاريخ للمسلمين، فيشير المطلعون إلى أنه أتى إثر ورود خطاب لأبي موسى الأشعري، أمير البصرة في السنة السابعة عشرة في خلافة عمر، مؤرخاً في شهر “شعبان”، فأرسل إلى الخليفة عمر، يقول: “يا أمير المؤمنين تأتينا الكتب، وقد أرخ بها في شعبان ولا ندري هل هو في السنة الماضية أم السنة الحالية”.
وبحسب المصادر الإسلامية التي تحدثت عن الرواية، جمع عمر بن الخطاب، الصحابة، ليضعوا حلاً للمشكلة، فكان عدد من الآراء؛ حيث قال البعض: “نؤرخ من مولد الرسول، واقترح البعض الآخر بالأخذ بتاريخ وفاته، في حين قال البعض الآخر بالأخذ بهجرته، فكان الرأي الأغلب”.
واستشار الخليفة عمر بن الخطاب، اثنين من الصحابة، هما “عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب”، فأقراه، وبذلك انطلقت السنة الهجرية من هجرة الرسول التي توافق 622 للميلاد، لتصبح السنة الأولى في التاريخ الهجري.
وحول بداية السنة الهجرية، كان هناك عدد من الآراء في ذلك؛ حيث رأى البعض أن يكون شهر رمضان بداية للعام الهجري، واعتمد الخليفة عمر بن الخطاب “محرم”؛ لأنه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا عليه تكون بداية السنة الهجرية من محرم وتنتهي بذي الحجة.