كان لدي تاريخ وكنت أقود العالم لم يكن يقف أو يتجرأ أحد العالمين بالمرور مجرد “مرور” فقط دون أن يخضع لسُلطتي وعنفواني، كنت أذيق المر وأسكبه سكباً فيشربه الأعداء علقماً دون أن ينبث أحدهم ببنت شفة، خوفاً وطمعاً في رضائي واتقاء سخطٍ قد يعود بهم إلى القرون الأولى وعصور ما قبل التاريخ.
أنا من خضعت له الرؤوس ودانت له الرقاب وتزينت ولبست من أجله حلة الشرف متوارثا ظاهرا، يشهد به القاصي ويذكره الداني فترتعد فرائصه.
ولأنَّ الأيام دول جرى الزمان بحاله
وتآمر شعوب وتتابع “نكبات” بين منافق مرتزق وخائن جائر ليس له أمان، فماذا عسى أن أفعل وأنا بين مطرقة هذا وسندان ذاك.
أنا الفتى وأى فتى أضاعوا أنا المستقبل والماضي، أنا التاريخ وأرض الجغرافيا، مهد الحضارة داري أو كما ظنَّ الجميع.
عندما تستخدم وحدات القياس “السبعة” ستجد هؤلاء البشر أوزان البغال راكبي “الحمير” متسلحين بجهل يفوق قدره العقول البشرية على فهمه.
لو نطق الحمار لقال لهم انزلوا تباً لكم لن أحمل أمثالكم وكيف لي بمن يجهل أعداءه ويندد بأصحابه ومن قام له مقام الخل الوفي.
كانوا يقولون شكراً لكم من الأعماق فأنتم الأوفياء ثم “استحمروهم” وجعلوهم أضحوكة فنالوا من شرف الأنقياء واستوطن قلوبهم حقد الجبناء وناوأ بأنفسهم عن طريق الفضيلة وكان من ضحى كمن عانق جيفة عله يجد بها روحاً يلمسها فأخذته إلى مثواه، منحرفاً شاذا يتوسل العالم أن يقف معه على أمل عودة يتكسب بها ردحاً من الزمن فتلفظه هي الأخرى، ويُعيد الكرة مرة بعد مرة، دون خجل أو وجل أو قطرة “عرق” تبيح له فعلته أو تنهاه، أما حان لك أن تعلم بأنَّك أشبه “بالكمبارس” المُبتدى يحفظ ثم يلقي دون إحساس، فيتلقاها الحضور بابتسامة شفقة وتسأل من هذا الغبي الأحمق.
وهبك الله العقل والحكمة ووهب غيرك الغدر والنقمة هذه لا تساوي تلك في ميزان “العدالة” ولكنها تعادلها في السلوك البشري “المنحرف”.
يقال بأنَّ حياة البشر ستظل خليطاً بين كل هؤلاء، أولاد “الحلال” لن يضيرهم خير فعلوه وأولاد”السحت” لن يثنيهم قول أو فعل تمسكوا به وسلكوه.
—————————————
ومضة:
العالم قرية يملكها الجميع فاختار مكانك دون جلبة أو فوضى.