الإنسان مجموعة من المشاعر والأحاسيس وتختلف هذه
من إنسان إلى آخر حسب شخصية الشخص وحسب الموقف فالشخصيه لها دور والموقف له دور مؤثر أيضاً ولكل منهما مقام ومقال وقد جاء الدين الاسلامي العظيم مراعياً لمشاعر البشر جميعاً مسلماً كان اوغير ذلك وهذا لاشك من عظمة هذا الدين الحنيف وشموليته وعظمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بلغ هذا الدين عن ربه جل جلاله وقال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق فمن أسما مكارم الأخلاق عدم جرح مشاعر الانسان وخدش أحاسيسه قال الله تعالى(ويلٌ لكل همزة لمزه) فهل هناك شيء أعظم على الإنسان من اللمز بحضوره والهمز بغيابه كلاهما مشين وتوعد الحق سبحانه فاعلهما بويل (وادي في جهنم)
ونهى الله تعالى المؤمن عن السخريه بالآخرين مهما كانت نظرته أليهم لأنه ليس له مطلق الحريه بالتعدي على مشاعر الخلق واعراضهم وغير معني بتقييمهم فهو لايعلم لوكان من يسخر منه خير منه تلك الخيريه التي لايعلمها الا الله تعالى بخوافي الأعمال والسلوكيات التي لايطلع عليها البشر وحذر سبحانه المؤمن من لمز نفسه كناية عن أن من لمز مؤمن واستهزأ به فكأنما لمز نفسه واستهزأ بها والتنابز بالالقاب منقصة وفسقاً قال الله تعالى (ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خير منهم ولانساء من نساء عسى أن يكن خير منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالالقاب بئس الأسم الفسوق بعد الايمان) وغيبة المؤمن مفسده قال تعالى (ولايغتب بعضكم بعضاً) فإن كان ماقال فيه فعلاً فقد أغتابه وإن كان ليس فيه فقد بهته لقول النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك من الممارسات الفعليةوالقوليه التندر بالآخرين كتحقير أفعالهم والتنقيص من مكتسباتهم كقول أحدهم عندما يتحدث شخص ما بشيء ممايخصه فيقول حتى فلان كان كذلك اوفعل مثل ذلك على سبيل التحقيرله ولفعله اومكتسبه وكذلك عندما يروي أحد روايه اوقصه او خبر يبادر ويقول سمعناه قبل ذلك اويرى لباساً أوموجودات ويقول عندي مثلها او خير منها واحسن ومثل ذلك مقاطعة المتحدث بقطع حديثه أوعدم الانصات له أو التبرّم الواضح من أستمراه بالكلام وأنكأ من ذلك احتقار الفقير والسخرية منه فهو لم يفتقر بأختياره وأيضاً النظرالى المرء نظرةً دونيه لكونه مثلاًلم يرزق بذريه أونحو ذلك، أليس للإنسان مندوحة عن ذلك كله فمن البديهي أن تأثير ذلك على المشاعر مفروغ منه ومؤكد ولكن ربما يتفاوت ذلك التأثير من شخص لأخر حسب قوة الشخصية والثقة بالنفس وسرع البديهه بالرد المناسب للموقف وإلجام المحتقر والمستهزي درساً في الاخلاق واحترام الاخرين .
نعم من كانت هذه الأمور اوبعضها من صفاته وسلوكياته
فقد جانب الحق والصواب وادار ظهره لمحاسن الأخلاق
وخالف الدين وماجاء به من تهذيب وتربيه للنفوس وتصفيه للعقول ولم يتأدب بالتأديب الإلهي ولم يتخّلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام والسلف الصالح ولم يتخذهم إسوة له .
وهذا هو غمط الناس والكِبْر بعينه وهومن أسوأ بل أسوأ الاخلاق فيه ازدراء للناس واحتقارلهم قال صلى الله عليه وسلم الكبر بطر الحق وغمط الناس فالكبر اذاً عماد ماتقدم كله ولايخلو أي خلق سيء منه قال الله تعالى(إنه لايحب المستكبرين) وقال تعالى(فأدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين) وقال النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بأهل الجنه كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره ، الا اخبركم باهل النار كل عتل جواظ مستكبر وقال صلى الله عليه وسلم أحبكم الي احاسنكم أخلاق الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون وأن ابغضكم ألي المشاؤون بالنميمه المفرقون للأحبه أوكما قال صلى الله عليه وسلم .
اللهم اهدنا لأحسن الاخلاق وأعصمنا عن سيئها
ووفقنا للقول السديد والعمل الرشيدواجعلنا من أحباب رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وحببنا الى خلقك وحبب خلقك بنا والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/٣/١٦للهجره
المشاهدات : 69830
التعليقات: 0