الأب هو البدايه وهو الرعايه وهو الحمايه وهو الأصل وهو الحسب وهو النسب وهو الإسم وهو العزوه وهو الأمان وبمعنى أشمل هو الذات والنفس من البداية حتى النهايه فياليت شعري من أحاط بذلك ووعاه وعرف حقه ورعاه قبل أن يفقده وينعاه، فقد كان همه انت وأمله انت ومستقبله أنت فكيف لو زدت همه هماً وأفقدته أمله وأضعت مستقبله كيف يكون حاله وليس لديه بديل وقد عز القريب والنزيل وتحولت حاله من قوي إلى هزيل وقرب الرحيل وكان يخاف الموالي من ورائه فزدت خوفه خوفاً ، صارع الدنيا وانت صغيراً من أجلك والآن يصارعها وانت كبيراً بسببك فماذا انت قائل وما انت فاعل وقد قلت وفعلت مالم يحسب حسابه ولم يخطر بباله ، ألم تعلم انه يرى نفسه فيك كما يرى وجهه في المرآه أوأجمل من ذلك ، ألم تعلم أنه يتمنى ويحب أن تكون أحسن منه وأكرم منه واشجع منه وأعلم منه ولايحب ذلك لغيرك من البشر ، هل تعلم أيها الإبن أن تقبيلك لرأس ابيك وكفه وقدمه لا تعني له شيئاً وأزيدك كذلك ومن واقع خبرة وتجارب بأن الكلمات المعسوله التي عودت عليها لسانك دون أن تدخل جنانك لاتسمن ولاتغنى من جوع ، قد تقول أيها الإبن الحبيب وماذا بعد
واقول بعد الكثير ولكن البر الحقيقي الغير مزيف والغير مصطنع هو بيت القصيد وهذا لا أخفيك سراً إن قلت لك أنه صعب المنال الا على الرجال وشقائق الرجال فانظر في نفسك بتجرد من كبريائها وعزتها وجبروتها وسترى بعين ٍ فاحصه إن كانت تنطبق عليك كلمة (رجل) أم لاتنطبق وقد ترى الاخيره غالباً ولكني لن أفقدك الأمل ففي الوقت متسع ، لعلك تلحق بالركب وربما تكون في مقدمته متى ما عملت لذلك بصدق وعزيمه وأعني بذلك الركب ركب الابرار البارين الذين لايعرفون للعقوق سبيلاً ، لن أوضح لك أوأعدد عليك أوجه البر الحقيقيه فكل ذلك موجود في القرأن الكريم والسنة النبويه وأمهات الكتب فكلف نفسك بالرجوع اليها ان لم تكن عليك كلفة أوعنت ومشقه وستجد بها أجمل خطاب وأكمل جواب ومما لذ وطاب عن البر وأهله ، وإذا تقبل نصيحة أخيره لتحقيق بعض من البر فخذها : لاتقارن نفسك بابيك وأجعله دائما عالياً في نظرك وإياك أن تري نفسك انك أعلى منه اوأعلم منه أوأكرم او أجدر منه ولا تطاوله في المقام ولاتجادله بالكلام ولايلحظ منك قلّ أحترام فحينئذ ٍلن تصل إلى أولى درجات سلّم البر وقد تُصرف عنه إلى الأبد . وأن قلت وماذا عن الأم وبرها فأقول لها ماللأب وزياده ، وإن لم يتسع قلبك لهما جميعاً فسوف يضيق بأحدهما وعند ذلك سأقول احسن الله عزاك في قلبك .
قال الله تعالى (وقضى ربك الا تعبدوا الا إياه وبالوالدين إحساناً ) والنبي صلى الله عليه وسلم عند السوأل عن احب الأعمال الى الله قال الصلاة على وقتها قيل ثم اي قال بر الوالدين ، والآيات والأحاديث كثيرة جليلة في هذا الباب فليرجع إليها من أراد الأستزادة من الخير .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/٦/٥ للهجره
المشاهدات : 30763
التعليقات: 0