نعيش حياتنا في دنيانا بمختلف المشارب والعادات والملل ونتعامل معها بإختلاف عجيب ونظرات متباينه منا من يعرف كنهها ومنا من هودون ذلك وحقيقتها انها دار الابتلاء ودار الفناء ودار الكدر ودار الممر ودارالشقاء ودار الاختبار ودار الشر والبلاء ودار التمحيص ودار التفكر ودار العمل ودار استعمال العقل لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد وحقيقة أخرى لها أنها حلوة خضره فيها مافيها من السعادة والفرح والمرح والسرور والعيش الرغيد والعمل الصالح الا أن كل مافيها زائف زائل منقطع الا ذكر الله تعالى وعبادته وطاعته واتباع شرعه وسنة نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم من اخذ منها بعقل نجا ومن أخذ منها بشراهه هلك ليس لها أمان فهي دوارة غداره تبكي وتضحك تسعد وتشقي كل ذلك بأمر ربها اعطى منها الكافر والمؤمن لاتسوى عند الله تعالى جناح بعوض ولوكانت غير ذلك لماسقى منها كافر شربة ماء قال الله تعالى(وماالحياة الدنيا في الآخرة الامتاع) وقال تعالى (وماالحياة الدنيا الامتاع الغرور) وقال سبحانه(فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق) وقال تعالى (وماالحياة الدنيا إلا لعب ولهو) وقال تعالى (من كان يريد حرث الاخره نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نوته منها وماله في الآخرة من نصيب) والايات الكريمه كثيرة في هذا الباب وكذلك الأحاديث الشريفه ومنها قوله صلى الله عليه وسلم مالي وللدنيا ماني في الدنيا الا كراكب استظل تحت شجره ثم راح وتركها ، وقال عليه السلام الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحه وقال صلى الله عليه وسلم حق على الله الايرتفع شيء من الدنيا الا وضعه وقال صلى الله عليه وسلم من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها وقال عليه الصلاة والسلام الدنيا سجن المؤمن جنة الكافر .
نعم الدنيا حلوة خضره سريعة الصرام لا حلاوة تدوم ولا خضرة تقوم كم قام بها من عروش وكم اهتز بها من صروح وكم تهاوت بها من امم واقوام ، ألم يأخذ منها قارون ماإن مفاتحه ثقيلة على العصبة الأقوياء الشداد وانتهت كلها بالخسف به وبداره فهل اغنت عنه شيئاً
وغيره كثير في احقاب وازمان فارطه وفي هذا الزمان زمن الماديات الدنيويه نرى أثرياء العالم يهلكون واموالهم تنوء بها بنوك كبيرة عملاقه في أنحاء العالم فهل كان لها فائدة تذكر تنتظره في حياته التي سيقول فيها حتماً ياليتني قدمت لحياتي .
أخذ هذا الزمان يتسارع ربما مؤذناً برحيلها ونهايتها ونحن سادرون فيها نتجرع أكدارها ولانستطيع سبر اغوارها نسعى لها وكأنها هي دارنا الدائمه ولن نرحل عنها نتنافسها ونتقاتل على فتاتها بينما ماخُلقنا لاجله اصبح امراً ثانوياً الا من رحم الله تعالى
ربما مانحن فيه من ابتلاء ووباء رحمة للعقلاء لينظروا جيدا كيف حالنا مع الدين والدنياوالي اين مآلنا ياساده ياكرام فلنتعض بغيرنا وننظر حولنا ونتدبر امرنا لعل الله تعالى بعزته وقدرته وسلطانه يلطف بنا بلطفه الخفي نحن خطأون فلنكن خير الخطائين والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني .
ربنا نسألك اللطف بنا ونسألك أن تديم علينا مانحن فيه من نعمة الامن والايمان وان تحفظ ولاة أمرنا وتدلهم على الخير وتعينهم عليه وتنصرهم على أعداء الدين والوطن وتسدد على الخير خطاهم ولك الحمد وعلى رسولك الصلاة واالسلام
كتبه: بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/٦/٢٤ للهجره
المشاهدات : 31847
التعليقات: 0