ليست الرأسمالية بمعناها الاقتصادي المعروف ولكنها الرأسمالية بمعناها الخاص والخاص جدًا ببعض المقربين منِّا أو من يمرو مرور (غير الكرام) في حياتنا وهم قلة بإذن الله ولكن لغرابة أفعالهم وتناقل ما يقومون به يعتقد البعض أنّهم كثر وهذا أيضًا لا يلغي ذاك الشبه الرأسمالي بينهم وبين أخلاقياتها كنظام.
عوداً لهذا الجسد المالي الباحث عن مصالحه الخاصة والقائمة على البيع والشراء المحفزة لثقافة الاستهلاك.
تجد هذا المصطلح يشرح حال بعض الأصدقاء تماماً فهناك منهم الرأسمالي بل (من الرأس إلى أخمص القدم) فهو ودود وعقلاني ومحب جدًا عندما يكون في حاجتك وكثير التوسل إلى أن ينال طلبه ويستمتع بغنيمته ثم يذهب غير مأسوفٍ عليه وكأنه لم يعُد يعرفك وهذا النوع من البشر هو أفضل من تستطيع إبعاده وبكل يسر وسهولة وإلى الأبد عن حياتك !!!! شريطة أن تدفع المقابل وستبقى بقية عمرك مرتاح الضمير مستقر الحال في عيش هني دون أن تجد من ينغص عليك يومك أو يتردد بين وقت وآخر شارحاً مشاكله وظلم ذوي القربي له وضياع ثروته التي جمعها (بجهده) وتناثرت ثم ذهبت مع الرياح من خلال كرمه وطيب معشره وتكفله بأيتام مدينته.
بعد ذلك لن تراه إطلاقا ويرصد كل طريق تأتي منه ليسلك طريقا آخر.
عندما ننظر إلى أمثال هؤلاء نحمد الله ونشكر فضله أن جعلهم يعيشون بيننا لحكمة بالغة، فكما خلقنا مختلفين في كل شيء إذاً علينا أن نُعاملهم بما يستحقون ونعلم أين نقف منهم وكيف لنا أن نتعايش مع أمثالهم فوجودهم مقياس لنا (ثرمومتر) أخلاقي.
تعاملك بأخلاقك يعكس مقدار ما تحمله من أدب وهذا هو التصرف الصحيح ولكن أمثال هؤلاء عاملهم بما يستحقون ليس أكثر من ذلك.
نحن العرب لدينا من (العادات) ما يجعلنا مُقيدين حد الثبات وعدم التنازل فكيف لي أن أرفض طلباً لفلان بن فلان وماذا سيقال عني إذا علمت (قبيلتي) بما أقدمت عليه وكأنك تأتي بما لم يأتِ به أحدٌ غيرك فسحقاً لهكذا عادات تلزمني بما لا قدره لي عليه.
وسحقاً لهكذا صديق عرفته صدفة وانتهى به الحال قضية رأى في زاوية صغيرة لكاتب.
ومضة:
لا تعتقد أنَّ هناك علاقة بين الثقة والأخلاق فهذه حدس يصيب ويخطئ وهذه تربية.