جُبل ابن آدم على حب المال قال الله تعالى (وتحبون المال حباً جما) وتنوعت طرق الحصول عليه بين مشروعة وممنوعه وبين صحيحة وقبيحه ولاشك بأن
للتدين الصحيح والأخلاق العاليه والقناعه أيضاً دور في تحديد سبل الحصول على المال على اختلاف مصادره الا أن كثير من الناس طرقوا جميع السبل المشروعه وغير المشروعه لافرق عندهم ولاتمييز المهم جمعه وقد يأخذون اموال غيرهم بالباطل وبغير حق وبطرق باطله وسخيفه وملتويه منها ماهو ظاهر للعيان ومنها ماهو خفي بخداع اوتلطف اوشبهه بداعي الحاجة والعوز وقلت ذات اليد وبوعود قطعيه كالقسم بالله العظيم اوالحلف بالطلاق المغلظ الذي يرونه أوثق قسم عندهم مع عدم مشروعيته برد المال قريبا جدا وفي خلال الاجل المحدد للذي له أجل هذا في أنواع الدين المتعارف عليها ، وأشد وأنكى وأكبر ضرراً على من أخذ ماله عن طريق القرض الحسن اومايسمى سلف او فزعه لفك زنقه او قضاء حاجة ملحه جدا ومن أخذه يضمر بقرارة نفسه خبث طويه وسوء نيه بأكل المال وعدم رده لصاحبه استحله لنفسه وحرّمه على صاحبه والادهى والأمرّ من ذلك أنه ياخذ هذا المال بدون اي اثبات أو سند اوشهود لحسن نية صاحب المال اواستحياء منه فيستغلها ضعيف النفس وقليل الوازع الديني بالجحود والمماطله والتهرب من مقابلة صاحب المعروف أو حتى الرد على اتصالاته حتى وان كانت المقابله والاتصال ليس لهذا الغرض .
الم يعلم هذا الصنف من الناس ان الله على كل شيء حسيب وان المال لصاحبه لامحاله ان لم يحصل عليه في الدنيا فسيحصل على مايقابله في يوم ٍ لا دينار فيه ولادرهم يوم فيه يقتص الله تعالى للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ولاتسقط فيه حقوق المخلوقات ، ومعلوم للجميع بأن فيه شيء من الحسرة والندم عند صاحب المال ليس لأجل المال ولكن للخدعة المقيته وللسلوك المشين من هذا المستغل للنفوس الطيبه والواثقه بكل أحد قياساً على أنفسهم فهم لا يغمض لهم جفن وللناس عليهم اي حقوق صغيرة اوكبيره واذا لم يستطيعوا اداءها يتحللون من صاحبها بين فينة واخرى خوفا من عقاب الله وخوفا من دعوات صاحب الحق المظلوم في حقه وخوفا من تبعات المماطله في حياته وبعد مماته توفيقا من الله تعالى وفقها في الدين قال النبي صلى الله عليه وسلّم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين أوكما قال ولاشك ان من اعظم الفقه في الدين معرفةالحلال و الحرام ومن أعظم الحرام أكل أموال الناس بالباطل واستحلالها بشتى الحيل قال الله تعالى (ولاتأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون) وقال تعالى (ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم ناراوسيصلون سعيرا) وقال تعالى(سمّاعون للكذب أكاّلون للسحّت) وقال تعالى (ان الله يامركم ان تؤدواالامانات الي اهلها) وقال تعالى (ياأيها الذين آمنوا لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) وقال تعالى( وأكلهم أموال الناس بالباطل).
وقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيره
على حرمة اموال الناس قال صلى الله عليه وسلم ان دماؤكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا
وفي حديث أخر أيما جسم نبت من حرام فالنار اولى به
وقد امتنع الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم كما في حديث جابر من الصلاة على جنازة صحابي عندما علم ان عليه دين مقداره دينارين حتى قال الصحابي قتاده دينه علي يارسول الله فصلى عليه وقال صلى الله عليه وسلم مطل الغني ظلم ، والظلم ظلمات يوم القيامه
واختم بحديث رواه البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه من اخذ اموال الناس يريد اداءها ادى الله عنه ومن اخذها يريد اتلافها اتلفه الله .
والأحاديث الشريفه كثيرة في هذا الموضوع الذي لايآبه فيه كثير من الناس وهو عند الله عظيم .
اللهم اجعلني ومن يقرأ ممن يؤدون الامانات الي اهلها وممن يعرفون المعروف وينكرون المنكر وممن يتعاملون بالحسني وممن يخافون يوم الحساب يوم لايجزي والد عن ولده ولا ولد عن والده شيئا يوم فيه كل نفس بماكسبت رهينه يوم يحفظ فيه الله تعالى حقوق الخلق مهما صغرت فهي عند الله كبيره مصونه
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
بقلم /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/٨/٢١ للهجره
المشاهدات : 52378
التعليقات: 0