ناما تحتَ سقفِ السماء ، لم يعلما أنها ستمطرُ بعد أن يُغمضا عينيهما ، ودَّعها بحركةِ عين ،أعادت له الحركة ، سكبت عليهما سحابةٌ من بعيد حتى غرقا على سريريهما ، انتبهت وضربت على كتفه أنَّ السماء تمطر والغطاءُ الذي يدفئُه من البرد لم يعد كافيًا للدفء ،تقلَّب بين الماءِ واللحافَ والسريرِ وقال لها دعي الماء يكتب ذكرى ليلةٍ جمعتتا تحت سقف بعيد عنا ، نسيت نفسها والماء قد بللها ، نظرت إلى قدميها وهي تمطر من المطر ، وضعت أصابعها في مفرق شعرها وهو يسقي الخصلات من الهتان البارد ، قالت له : تعال لتنظر لشعري الذي صيَّرته المزنُ مزرعةً صغيرةً يشبهُ الواحةَ التي التقينا فيها يومًا ، ثم وضعت كفَّها الغارقة على يده لتثبت له أن رأسها قد غرقَ حدَّ الارتواء ، استدارَ نحوها واستروح رائحة المطر ، لم يميّز أيهما أروع وخيوط الشمس تمحو القطرات الباقية ، هذا ريحُكِ أم أنَّ السحابةَ التي زارتك عطرتك وتركتني ، ضحكت وقالت لا أعلم ، كأنك لأولِ مرةٍ تشمُّ طيبَ رأسي وشذى يدي ،استوى جالسًا ليرى قدميها تقطران من بقايا الليل وعنفوان السحابة ، قام نحوها يزيل الغرق منها ،سحبَ سريرَها نحو الشمس وشعر رأسه يقطر ، وضعت يدها على رأسه تتحسسه وهي تعاتبه على ليلة باردة ، أجابها بأن الليالي الشاتية تشبُّ النار بعدها ،تحسسه بقيمة الشمس ،تجعله يقترب منها أكثر ،تناولت اللحافَ البارد ثم ضمته مع لحافها وعلقتهما على حبل ممدود ، جلسا تحت الشمس للدفء بعد ليلةٍ شاتية ، اختلط لحافُها بلحافِه فلم تميز أيَّ واحدٍ منهما ، جلسا على سرير واحد يفكران في حلٍّ لليلة أخرى شاتية ، جاء المساءُ فاتفقا على أن يتغطيا بواحدٍ ويحتفظا بآخر إذا حان الغرق ،في الليل جاءت سحابة أخرى فتركاها تمطر وسارعا نحو الداخل ، احتميا من البرد تحت اللحاف ، سألته ! هل هذا غطائي أم غطاؤكَ؟ انسل منه ثم وضعه عليها وبات يحرسها .
المشاهدات : 36961
التعليقات: 0