ليس المرض كالعرض كما يقال وليس المرض الحسي كالمرض المعنوي وشتأن مابين مرض الجسد الذي غالباً مايعالج ويشفى وبين مرض النفس المزمن الذي يستعصي على العلاج وربما يعدم العلاج والمعالج في آن ٍ واحد وكماكثرت في آخر الزمان الأمراض الجسدية الحسيه المعروف منها والمجهول فالمعروف منها يعالج بعلاجه المخصص له والمجهول يبحث له عن علاج في شركات ومختبرات الادويه، ومن البديهي آن أمراض النفوس أكثر وأشد وانكى وأصعب بالتعامل معها فلا علاجات معروفه ولا شركات ومختبرات ادويه مختصة بذلك، ومن هنا تكون أشد فتكاً بالافراد والمجتمعات البدائية والمتحضره على حد ٍ سواء ، ولكثرتها وصعوبة التعامل معها واستحالة حصرها نكتفي بمناقشة الأهم منها والأشد ضرراً على حياة الناس وسلامتهم وسلامة بلدانهم ومعتقداتهم لكون نتائجها في الحقيقه كوارثيه مالم تكافح بقوه وتحارب بحزم وتستأصل من جذورها .
فمن أعتى أعراض أمراض النفوس التي استشرت في هذا الزمن مناكفة ولي أمر المسلمين وانتقاده وإظهار المعارضه له فيما يصدره او يأمر به من انظمه وتعليمات وإجراءات وتفنيدها على أنها ظالمه أوغير مفيده او ضدها خير منها وأستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشرمعارضته ومايفكر به لا لشيء الا لمرض في نفسه جعله يتظاهر بمظهرالمواطن الصالح الناصح وهو من ذلك براء فعلاوة على مخالفته للشرع وماجاء به في حفظ مقام ولي الأمر فقد سعى للفتنه سعياً حثيثاً وبأسلوب ٍ خبيث لاينطلي على ذي بصيره وتفكير نظيف وعقل متزن وحاذق ولديه مناعة قويه واجسام مضاده ضد هذا الخُبث كونه مثقف واع في تعاليم الدين ومايحفظ البلاد والعباد من الفتن والشرور والأفات والمحن ، ويعلم أن مثل هذا له تأثير مباشر او غير مباشر على ضعاف النفوس والسُذّج وذوي المعرفه الضئيله والثقافة الضحله الببغاوات الذين يرددون مايسمعون دون وعي اورويه ويعلمون أولا يعلمون مالهذا الذي يرددون من عواقب وخيمه وأضرار جسيمه على البلاد والعباد قال الله تعالى في محكم التنزيل (ياأيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم تسمع وتطيع للأمير وإن ضُرب ظهرك وأُخذ مالك فاسمع واطع رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم من كره من اميره شيئاً فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبراًمات ميتة جاهليه متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم أسمعوا وأطيعوا وإن أستعمل عليكم عبد حبشي كأن راسه زبيبه رواه البخاري وقال صلى الله عليه وسلم من أطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقدعصى الله ومن يطع الأميرفقد أطاعني ومن يعص ألامير فقد عصاني متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم من خلع يدا من طاعه لقي الله يوم القيامه ولاحجة له ومن مات وليس في عنقه بيعه مات ميتة جاهليه رواه مسلم
ومن أعراض امراض النفوس أيضاً الفساد ذلك البعبع الحقير الذي لاهوية له ولا لون يستدل به عليه، طعمه حلو وعاقبته علقم ، سوسة نخرت بأمم وأمبراطوريات
وقضت عليها قضاءً مبرماً في عصور فارطه وفي هذا الزمن نرى دول تنهار ودول تترنح ودول تعاني الأمرين من هذا المرض العضال الفساد بأنواعه وأشكاله المالي والإداري والاجتماعي والسياسي وهناك من تنبه له وأخذ بمحاربته على استحياء وهناك من ترك الحبل على الغارب للفساد وأهله وكل هؤلاء ينتظرون النتايج المميته التي لامفر منها كمادلت عليه سنن الأمم السالفه
وأما من رفع اللواء وكشف الغطاء وأعلن حرباً ضروساً لاهوادة فيها على الفساد والمفسدين فقد افلح ونجح بإنقاذ وطنه ومجتمعه وأمته كما فعل ويفعل ولاة أمرنا في هذه البلاد المباركه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين عدو الفساد والمفسدين ومستأصل شافتهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ورجالهم الأوفياء المخلصين .
بارك الله في جهودهم ونصرهم نصراً مؤزراً على كل من أراد بهذا البلد واهله سوءً ومكروه ومن تعدا على مقدراته وأمواله وممتلكاته وموارده بغير حق واستحل مالايحل له بطرق فاسده غير مشروعه وبأساليب ممقوته او بحجج واهية مضروبه ابتكرها عبدة الدرهم والدينار الذين لا يألون جهداً في الحصول عليه بالاساليب الملتويه لمرض في النفس وسوء في الأخلاق ونقض للعهد وسيندمون ساعة لاينفع الندم ، كشف الله سترهم واوقعهم بسوء ماعملوا وانقذ البلاد والعباد من شرهم والله المستعان والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/١٠/٢٠للهجره
المشاهدات : 44665
التعليقات: 0