في زمن العجايب والمتناقضات اتسعت الأرض وكبر العالم بشكل محسوس مع عدم تبدل الحدود ولايعني ذلك زيادة رقعة الأرض ومساحتها ولكن وضوح الرؤيه وزيادة المعرفه بالأرض ومن عليها وذلك بما خلقه الله تعالى ويسره للبشر من وسائل التنقل والمواصلات أبتداءً بالفلك والسفن والقوارب ثم بالطائرات والسيارات ومن ثم بما كان عصياً على العقل البشري ان يفكر فيه بصفته التي وصل اليها الا وهو عالم الاتصالات السلكية والا سلكيه هذا العالم الذي لازال ينمو حتى وصل إلى درجة الذكاء الاصطناعي قطعة من الحديد والزجاج ومكونات أخرى كانت تعد من الجمادات التي لاروح فيها ولا حياة ولاعقل فأصبحت تتكلم وتتنبأ وتخبر بالخبر الذي يعز على المرء الحصول عليه قبل هذه التقنية العجيبه قال الله تعالى وهو سبحانه أصدق القائلين في محكم التنزيل (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون) وقال الصادق المصدوق الذي لاينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن الذي رواه الترمذي وغيره انه لاتقوم الساعه حتى يكلم الرجل فخذه بما صنع أهله وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه بما صنع اهله ، خالقنا سبحانه وتعالى وبما أخبرنا به في القرآن والحكمه جعلنا أمام مانحن فيه الآن من أمور مذهله نزداد إيماناً وتمسكاً في عرى ديننا لعلمنا بأن الله تعالى خلق الإنسان ومايعمل وعلم الإنسان مالم يعلم وبدون شك بأن لذلك كله إيجابيات وسلبيات نتاج تعامل الإنسان مع كل مايُقدّر الله تعالى للانسان ان يصل اليه من اختراعات واكتشافات وابتكارات اراد الله بها للانسان خيراً ، وأراد الإنسان بها لنفسه خيراً اوشراً حسب توجهه والاستخدام الامثل لها أوسوء الاستخدام والعبث بها واستغلالها في التفاهات والمضحكات والمبكيات والناس فيها بين الاعتدال والميل ومابينهما .
ومانحن بصدد الكلام عنه هي وسائل الاتصال الحديثه وثورة صناعة أجهزتها وما صلت اليه من تطور مذهل فاق وتجاوز حدود تفكير البشر وما أصبح لها من أهميه وضروره أوجدها الإنسان نفسه حتى أصبحت من ضروريات الحياه اليوميه واستعملها الصالح والطالح والعيي والسوي والغني والفقير والكبير والصغير وبذلك خرجت ومستعملوها عن السيطره وعن حدود المألوف
فأصبح بسببها المبلّم يتكلم فيما يعنيه وفيما لايعنيه ونطق الرويبضه في أمور لايفقه بها شيئاً وليست في حدود أهتمامه وتفكيره ولاقدراته العقليه ولايعي أسباب ماتكلم به ولانتائجه إنما تكلم كما يتكلم الآخرون وبما سمعه منهم دون روية وتمعن لقلة بضاعته من الفهم والمعرفه وهذا مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرويبضه من حديث ابي هريره رضي الله عنه قال سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصدق فيها الكاذب ويُكذب فيها الصادق ويُؤتمن فيها الخاين ويُخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضه ، قيل وما الرويبضه يارسول الله قال الرجل التافه يتكلم في أمور العامه انتهى الحديث .
وهذا ماثل للعيان ويسمعه ويراه الجميع في شتى وسائل الاتصال وماينشر بها وما تحتويه من تطبيقات وبرامج مفتوحه للجميع وبدون قيود اوشروط أهليه للمستخدم فهناك توتر ، فيس بوك ، انستقرام ، سناب شات ، يوتيوب ، التك تك ، واتساب وغيرها الكثير ، مماجعل الكثير يخرج في استعمالها عن حدود اللياقة واللباقه ويهرف بما لا يعرف ، فهناك من يفتي في أمور الدين وهو لايكاد يحسن الوضوء ، وآخر يتكلم في السياسه وهو لايفرق بين السفير والخفير ، وغيرهم يكتب في التاريخ وهو لايعرف أسم جده الثالث ، ومن يبحث في الجغرافيا ولايعرف في أي قارة هو ، ومن يتنبأ بالطقس وهولايفرق بين الصبأ من الدبور ، والاشد والانكأ أن هناك من يستعرض ويحلل القرارات الدولية والامميه والعلاقات بين الدول و ينتقدها ويرى غير مايراه قادة العالم وهو لايحسن كتابة اسمه كاملاً ، وهناك من يلوك بلسانه العيي الذي للتو خرج من بين فكيه في ولاة الأمر ومايرونه ويقررونه للبلاد والعباد من أوامر وقرارات وانظمه ويناقش ويعترض ويتبرم وكأنه ابو العريّف ، وهو الرويبضة بأم عينها التافه الذي لايأبه أي عاقل بمايخوض به الا من كان على شاكلته ومن نفس طينته وفصيلته حثالة المجتمع الذين وجدوا أنفسهم بهذه الحاله يخوضون بماليس من شأنهم ، و لايدركون مدى مايسببه مايتطرقون إليه من تعميه على العامه وتشويه للصوره أمام من لاتسعفهم مداركهم للتمييز بين الغث والسمين والظن واليقين ، فيرددون مايسمعون ويقرأون جهل وغباء وانعدام تمييز، وهم ليسوا قصراً على مجتمعنا بل لايخلو منهم اي مجتمع كان ففي كل مجتمع رويبضات وببغاوات .
ولكن من المفترض أن تكون بلادنا غير البلدان ومجتمعنا غير المجتمعات فلنا خصوصيتنا التي لايشاركنا فيها احد وميزتنا التي حبانا الله إيها دون غيرنا فضلاً منه تعالى وتكرماً فبلادنا مهبط الوحي ومهد الرساله ومأوى أفئدة المسلمين وقبلتهم وفيها بيت الله العتيق ومرقد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
واختار الله تعالى لحكمها أسرة آل سعود الكريمة المباركه التي حكمتها بحكم الله تعالى وشرعه وسنة رسوله حكم فريد لايماثله حكم ، وبارك الله تعالى لهم في شعبهم المؤمن المسلم الواعي الغيور على دينه وولاة أمره ووطنه وأمنه عابداًحامداً معتبر بغيره ، لايعير سمعاً لكل مايقال ويكتب وينشر في وسائل التواصل الاجتماعي من الرويبضه والببغاء وغيرهم ولايسمع ويقرأ ويكتب الاما كان حقاً وبناءً وفي صالح دينه وقادته ووطنه حافظاً للحمة الوطن مكرساً لعظمته وشموخه وتميزه من بين الاوطان. والحمدلله على رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/١١/٧للهجره
المشاهدات : 40950
التعليقات: 0