كوكب الأرض كغيره من الكواكب السابحه في الفضاء
لم يكن مأهولاً قبل هبوط آدم عليه السلام إليه من الجنة هو وزوجه حواء بمعصيتهما وعدوهما اللدود أبليس الذي أمره الله تعالى أن يسجد لآدم فأبى بحجة أنه خُلق من نار وآدم من تراب فرآى نفسه أشرف من أدم لشرف النار على التراب بزعمه تكبراً فأخرجه كبره من الجنه بل ولعنه الله فهو ملعون رجيم الي يوم القيامه وأقسم على نفسه ليغوين ذريةآدم الاعباد الله الصالحين فليس له عليهم سلطان بحفظ الله تعالى لهم بصلاحهم
فهاهو الكبر والزهو والتعالي والحسد وهذه نتيجته الساحقة الماحقه ومما لالبس فيه ولاجدال بأن أبليس قد برّ بقسمه فأغوى كثير من ذرية آدم بشتى انواع الغوايات أشدها الكفر والشرك والكبر وغيرها من الموبقات والمهلكات التي يزينها لهم .
والكفر والشرك لاتخفى على أحد ولايدلس بها فصاحبهما يعتنقهما ويعتقدهما بلا تقيه ولاتوريه، وأما معصية أبليس (الكِبْر) فهي صفة خفية غالباً وتظهر على الإنسان بأشكال عديده منها مايبدو من الكلام ومنها مايظهر من الفعل ومنها مايجري مجرى الدم ، والكبر شعور بالنفس خادع يرى صاحبه بنفسه استعلاء على غيره بسبب اوبلا سبب سواءً استعلاء بجاه اومال اومنصب اوحتى خيال في جمال او لباس وهذا النوع خفي بالنفس ولكنه ملموس ويكاد يحس به كل من تعامل مع ذلك المتكبر لعدم استطاعته أخفاءه ولربما يحاول أظهاره أحياناً لإرضاء نفسه المتعاليه وإشباع غريزته قال الله تعالى(إن في صدورهم الا كبر ماهم ببالغيه) وقال النبي صلى الله عليه وسلم في تعريفه للكبر ، الكبر بطرالحق وغمط الناس ، والمتكبر لايستفيد من العلم والمعرفه ولايقبل الحق ولايقول به قال الله تعالى (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً) .
ويرى المتكبر بالمنصب اوالمال بأنه يحق له مالايحق لغيره وأن بعض مايحصل عليه غيره من الناس هو فوق ما يستحقون اولا يستحقونه أصلاً أماهو فما حصل عليه جدير به وقليل بحقه فهو فلان الفلاني صاحب المنصب الفلاني اوالمليونير العلاني اوغير ذلك كما يرى نفسه .
كذلك يرى من حوله دون مقامه ويعاملهم بعلوويستصغر الناس ويسفه أحلامهم وربما أمال شدقيه أمامهم وزمّ شفتيه وصعّر خده يرى نفسه هاله ومن حوله ظلاله ليس له صديق فقد أنحل من صداقاته بعدما تغلغل الكبر إلى قلبه صديق الطفولة مسكين وصديق الدراسه بليد وصديق العمل والزميل ليس كفواً له في مقامه هذا .
اذاق الناس الذل وهو اذل وأستصغرهم وهواصغر وهانوا عليه وهو اهون ومنعهم حقوقهم وأخذ اضعافها
أمن العقوبة الدنيويه ولم يأبه بالوعيد ، أستمرأء ماهو فيه فنسي العواقب قال الله تعالى على لسان قارون
(إنما أوتيته على علم عندي) نسب كل ماهو فيه ومالديه إلى علمه وحوله وقوته وكلنا يعلم عقوبته من القوي الجبار الذي خسف به وبداره الأرض ، وفرعون وقوله كما قال الله تعالى (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي) فأغرقه الله تعالى بهذه الأنهار .
وقد توعد الحق سبحانه المتكبرين المتجبرين المنتفخين
بجهنم واي عقوبة أنكأ وأشد ألماً وحسرة من هذه
يقول الله تعالى في الحديث القدسي الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني أياهما ألقيته في جهنم ولا أبالي وقال تعالى (إن الله لايحب المستكبرين)
وقال تعالى(سأصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق) وقال سبحانه(كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لايدخل الجنة من كان
في قلبه مثقال حبة خردل من كبر .
وقال صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بأهل الجنه كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره الا اخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر .
قال سفيان بن عيينه من كانت معصيته في شهوه فأرجوا له التوبه فقد عصى آدم عليه السلام مشتهياً فغفر له ومن كانت معصيته كبراً فأخشوا عليه اللعنه فأبليس عصى مستكبراً فلعن .
وقال العرب ويل للشجي من الخلي وللتوضيح الشجي صاحب الأحزان والهموم والحاجه والخلي المتفيهق المنتفخ الذي ليس لديه مايعكر صفوه ويضحك ويسخر من الشجي دون أن يكترث بما هو فيه تعالياً وتكبراً .
فهل من سامع وهل من واع ٍ يقيس نفسه قبل أن يقاس ويتواضع قبل فوات الأوان ويتعض بغيره قبل أن يكون عضة وعبرة لغيره ، فياأيها المتفيهقون المنتفخون المتجبرون المستكبرون هل خلقتم الا من نطفة قذره وتحملون في بطونكم العذره وأنتم بعيون الناس نكره
فعلى ماذا هذا العلو الزائف .
اللهم إنا نعوذ بك وبقدرتك علينا من الكبر وأسبابه وأشكاله ومن قسوة القلوب ومن عمى البصيره ومن شرور أنفسنا ومن شرار خلقك ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا .
اللهم أجعلنا هداة مهتدين متواضعين غير ضالين ولامضلين ولاظالمين ولامتكبرين .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه/ بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/١١/١٩ للهجره
المشاهدات : 36305
التعليقات: 0