الحمد والفضل والمنة لله تعالى ثم الامتنان لمن أهدى الي هذا العنوان لمقالتي هذه والشكر موصول لمن يقرأ ويتجاوز ويكتم عني التقصير الواضح ويهدي الي عيوبي الكثيره فيما سأتطرق اليه ثم اما بعد :
فالأمتنان شكر قلبي واعتراف بالأفضل خفي وشعور عاطفي يسري في شغاف القلب الحيّ ومجهرسحري ترى فيه بوضوع جميع النعم المحيطه مما يجلب السعادة وراحة البال والسكينه التي تنسي الممتن كثير من التفكير والتخطيط والعمل والسعي بل تنسى المهموم همه والفقير فقره والمريض مرضه والمتعب تعبه وتخفف الضغط والتوتر والغيظ فما هو الأمتنان ومن هو المنان ومن هو الممتن ؟ سيأتي الجواب في ثنايا السطور التاليه بإذن الله تعالى :
وللامتنان درجات متفاوته حسب منزله المنعم المنان وصاحب الفضل والمنه وحجم العطاء دون انتظار جزاء
ولاشك بأن اعظم وأبلغ درجات الأمتنان لله تعالى وله المثل الأعلى فاي انعام وأي عطاء واي فضل اعظم من فضله وإحسانه على خلقه اجمع المسلم والكافر المحسن والمسيء ذي اللب وغير ذي العقل الإنسان والحيوان والطير وكل دابة تدب على الأرض او في السماءاو في جوف الماء ، ألم يخلق ويحيى ويرزق ويشفي ويهدي ويسعد ألم تكن يده سحاء ينفق كيف يشاء ألم يطعم الحية العمياء في جحرها تحت صفاة صماء ألم يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطانا قال تعالى(وقالت اليهود يد الله مغلوله غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) لله سبحانه المنة والفضل على المسلم والكافر الا ان المسلم يمتن لله تعالى لعظيم فضله واحسانه سبحانه عليه ببعث افضل خلقه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالدين الاسلامي الحنيف وخصه للمسلَم برحمته وهدايته وتوفيقه قال تعالى (يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) الايستحق سبحانه وتعالى الأمتنان بأعلى واكمل درجاته بلا وربي ويحس بهذا الشعور المؤمن فيرتقي به الى أرقى منازل السعاده مهما كانت المنغصات خصوصاً اذا قرأ وتأمل في قوله تعالى (أفلم ينظروا الي السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ونزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقاً للعباد واحيينابه بلدة ميتاًكذلك الخروج)
وامتنان بدرجة تاليه للنبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بلغ الرساله وادى الامانه ونصح الامه وجعلها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك له فضل كبير على كل مسلم من مبعثه صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعه فهو الرؤف الرحيم بكل أمته ذي المقام المحمود والحوض المورود والشفاعه العظمى ، لم تثنه سكرات الموت عن نصح أمته والشفقة عليهم أليس الأمتنان له بعد الامتنان لله تعالى تعطي المؤمن الأمان والطمأنينه وتسري بالروح والجسد في فضاء من السعادة رحيب راجياً شفاعته والحشر في زمرته في مقعد صدق عند مليك مقتدر تأملوا هذه الآية الكريمه قال الله تعالى (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم) .
وهكذا يكون الأمتنان لكل صاحب فضل وكرم واحسان
على الإنسان طوال حياته منذ كان نطفة أمشاج الي نهاية مايكتب الله له من عمر .
قال الله تعالى (وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين إحسانا) وقال سبحانه(ووصينا الإنسان بوالديه إِحْسَانًا)
وقال تعالى(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعاً الي الحول غير اخراج)وقال تعالى (اسكنونهن من حيث سكنتم من وجدكم ولاتضاروهن لتضيقوا عليهن) اوردت هذه الآيات الكريمات لاعرّج على بيت القصيد وهو امتنان الأبناء لابيهم والزوجة لزوجها فاي فضل للأب على الابناء وقد شقي وتعب وفرح وحزن بذل الجهد والمال والغالي والنفيس لاجل حياتهم وسعادتهم وعلو مكانتهم يتمنى ويسعى ويعمل ليكونوا أفضل منه في دينهم ودنياهم لاتسعه الدنيا بأكملها عندما يفرح بنجاح أحدهم في حياته وفرحته بزواج أحدهم تفوق فرحته بزواجه هو وفرحته باحفاده توازي فرحته بانجاله فاي شكر وامتنان يستحقه هذا الأب فمن لايرعى ويراعي ذلك من الأبناء فلا ينتظر منهم أي عطاء ولافائدة ترتجى وقد قصرت حبالهم عن حفظ حق أعظم إنسان أفنى حياته لاجل حياتهم وذاق الأمرين ليذوقوا حلاوة العيش يعز عليه بل ويُحرّم على نفسه النوم والراحه والطعام واحدهم جائع اويشتكي ألماً حتى ولو كان عارضاً بسيطاً اي رحمة واي شفقه هذه قال صلى الله عليه وسلم انت ومالك لابيك فمادمت انت ملك له فلماذا تكون عبداً آبقاً الا تحفظ لابيك مقامه ومكانته واحترامه وتبره وقد أمرت بصلة وده من الناس فكيف به هو قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر إن من ابر البر ان يصل الرجل ود ابيه يعني احباب ابيه واقاربه واصدقائه .
عجبي فكيف بمن ناكف ابيه وجادله وحاول الانتصار عليه في أتفه الأمور أن يكرم ويحسن الي من يود ابيه
مفارقة عجيبه ومطلب صعب المنال خصوصاً في هذا الزمان ومن هذا الجيل الا من رحم ربي .
وللزوج على الزوجة اعظم الحقوق بنصوص الشرع المطهر قال الله تعالى (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)
فأي مقام للزوج عند زوجته وقد أخذها من بيت اهلها
ولابيت لها فجعل لها بيتاً هي ربته وهو مملكتها وهي ملكة غير متوجه وهو المداد والكداد تستظل بظله وتنعم بفضله واحسانه هي وأولادها لاتحمل هم شيء بوجوده
هو الراعي وهي الرعيه والراعي مسؤول عن رعيته وقد جعل الله تعالى بينهم مودة ورحمه فهل هذا الزوج يستحق الشكر والامتنان فلاجرم بأن من لاتشكر زوجها لاتشكر خالقها قال النبي صلى الله عليه وسلم فأني لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأه ان تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لاتؤدي المرأه حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه ، وقال صلى الله عليه وسلم اذا صلت المرأه خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها واطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنه من اي باب شئتي .
هذه هي الزوجة المسلمه التى ترى مايقدمه زوجها بعين فاحصه ونفس راضيه وقلب ممتن شاكرفتسعد بنفسها وتسعده وتحسن التبعل له وتحفظ له فضله فتجد الطمأنينه الغامره والسرور والانشراح في حياتها وقد وعدها ربها بدخول الجنه التي هي مطلب كل مسلم ومسلمه اي كرم وفضل وتوفيق هذا سعادة بالدنيا والاخره ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
فياليت شعري من يعي ذلك ويحتسبه من الأولاد والبنات والزوجات .
ملاحظه/لم اتطرق في هذا المقال للامتنان للوطن والقياده والأم ولهم الفضل الكبير لأنني سبق وأن اشدت بفضلهم والامتنان لهم في مقالات سابقه .
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بقلم /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/١٢/٢٥للهجره
المشاهدات : 66341
التعليقات: 0