من النعم الربانية التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى على من يشاء من عباده الشعور والإحساس بالآخرين ، فهو نعمة ربانية ، وقيمة إنسانية عظيمة ، ومِنَّة كريمة على الناس .
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة ، فكان يحس بالآخرين من حوله ، ومثال على ذلك إذا سمع ببكاء الطفل في الصلاة خفف في صلاته ، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك ،
فكان يرحم الصغير ، ويحترم ويقدر الكبير ، ويغيث الملهوف ، وينصر المظلوم ، ويزور المريض ، ويعزي المصاب ، ولم يقتصر على الناس فقط بل شملت رحمته وإحساسه حتى بالحيوانات والطيور عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
والشعور والإحساس بالغير نعمة وعظيمة مهمة في الحياة ، فالإنسان يشعر بأن لديه قلب ينبض بالحياة ، مملوءًا بالمشاعر والأحاسيس ، يحس بمن حوله ، ويشاركهم بما يستطيع في الأفراح والأتراح ، والتغلب على همومهم وأزماتهم ، والتعامل معها بما تقتضيه الحاجة ، والتخفيف من معاناتهم ، وتذليل الصعاب التي تعترض سبيل طريقهم ، وهل الشعور والإحساس لهما نفس المعنى ؟ أم أنهما مختلفتا المعنى ؟ وهل هما كلمتان متضادتان أم أنهما وجهان لعملة واحدة ؟ أم هما إذا اجتمعتا اتفقتا واذا افترقتا اختلفتا ؟
من خلال البحث والتمعن اتضح المعنى لكلتيهما ، فالإحساس هو العملية التي يتم اتخاذها للحصول على المعلومات ، والتي يفسرها الدماغ البشري بمساعدة الأنظمة الحسية ، وأغلبه يستخدم فيه الحواس وهو عملية بسيطة ، ويتغير بسرعة بينما الشعور بأنه حالة عاطفية أو ردة فعل ، ولايستعمل فيه الحواس ، وهو عملية معقدة ويستمر لفترة زمنية طويلة .
وقد فاضت قريحتي بالأبيات التالية :
شعور وإحساس وقلب نابض
سلوك وأخلاق وصحبة عالم
ألا أيها الإنسان أنك قادر
على فعل خير واقتداء بعالم
والناس كالبنيان في ترابطهم
إذا زال ركن واحد لا أثر للمعالم
والناس إخوة والمحبة بينهم
وفكر وقيمة وأخلاق وهمة حالم
وهذا شعور واحساس لبعضهم
رقي إلى الأمجاد في قمة السلالم
وقد حث ديننا الإسلامي الحنيف على هذه القيم العظيمة ، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، والمؤمنون إخوة ، وهذه هي قيم ربانية ودينية عظيمة تؤكد أواصر وروابط الرحمة والتعاون والألفة بين الناس ، ويجب على كل إنسان أن يتخذها سلوك دائم ، و منهاج حياة ، وألايفرط فيها ، فهي نعمة وقيمة من تعاليم الإسلام السمحة ،
لذا يجب على صاحب الشعور و الإحساس يراعي مشاعر الآخرين ومن حوله ويحترمها، ويحذر أن يمسها بسوء سواء بقول أو فعل ، وهي قيمة إنسانية رفيعة وعظيمة ، وحاسة سادسة لايملكها إلا الأنقياء ..
بقلم/ عيدان أحمد العُمري
١٤٤٣/١/١٢هـ — ٢٠٢١/٨/٢٠م
المشاهدات : 344350
التعليقات: 0