الإسلام عزيز وعزته عزة لأهله ومن أراد العزة بغيره ذل ، أليس هو خاتم الديانات والمهيمن عليها بل هو الدين الذي يدين به عباد الله لربهم وخالقهم فكل رسول ونبي أرسله الله تعالى الي عباده بعثه بالاسلام وهوالاستسلام لله بالطاعه والخلوص من الشرك ملة ابراهيم ابو الأنبياء عليه السلام قال الله تعالى(يا أهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده أفلا تعقلون) هو الدين الحنيف بعث الله به خاتم رسله وأفضل خلقه واحبهم اليه سيد ولد أدم الرحمة المهداه والنعمة المسداه أشرف خلق الله النبي الأمي الهاشمي القرشي العربي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أتاه من ربه الروح الأمين سيد الملائكه وافضلهم جبريل عليه السلام بالقرآن العظيم أعظم الكتب والمهيمن عليها والناسخ لها، قال تعالى(نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين) هذا القرآن الذي حفظه الله تعالى من الزلل والخلل ومن التحريف والتعطيل فهو محفوظ الي ماشاءالله تعالى قال تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وقال تعالى في وحدانية الدين وأنه لادينٌ حق الا الاسلام (ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) ومن هنا تتجلا عظمة هذا الدين فهو في عناية الله وحفظه ورعايته جعله افضل دين وكتابه افضل الكتب ومبلغه افضل الملائكه ونبيه أفضل الأنبياء وخاتمهم عليهم السلام قال الله تعالى (الا لله الدين الخالص) وقال تعالى(إن الدين عند الله الاسلام)
والاسلام رغم حفظ الله تعالى له وانه الدين القويم الحق الي قيام الساعه فقد تعرض لمحن وفتن وهزات ويخرج منها بحفظ الله وقوته سليماً معافا نعلم جميعاً
ماتلا موت النبي صلى الله عليه وسلم من الرده عن الإسلام من عدد كبير من القبايل وقامت حروب الرده التي قضت على كثير من الصحابه وخرج منها الاسلام أقوى مما كان وجيشت الجيوش لنشر الاسلام في اصقاع المعموره وفتحت العراق والشام ومصر وشمال أفريقيا وتهاوت أمامه أعظم امبرطوريات العالم في ذلك الزمان إمبراطورية الاكاسره في بلاد ايران تلك التي كان أكثر المتفائلين لايتوقع سقوطها بتلك السرعه لما لديها من مال وسلاح وعتاد ورجال تعد ولاتحصى .
ثم تعرض الاسلام لفتنة مقتل الخليفة الراشد الثالث ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه وظهور الخوارج والحرب الموجعه بين على بن أبى طالب ومعاويه بن أبي سفيان رضي الله عنهما ومقتل علي رضي الله عنه غلية على يد الخارجي عبدالرحمن بن ملجم ومن ثم انتهاء تلك الفتنه بفضل الله ثم بفضل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي الذي تنازل عن الخلافه لمعاويه بن أبي سفيان حقناً لدماء المسلمين
مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن سيصلح الله بك بين فئتين من المسلمين اوكما قال صلى الله عليه وسلم ثم توالت الهزات والفتن منها مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه ومنها هدم الكعبه على يد الحجاج بن يوسف ومنها استباحت المدينه المنوره على يد مسلم(مسرف) بن عقبه في عهد دولة بني اميه
ثم سقوط دولة بني أميه في دمشق وقيام الدولة العباسيه في بغداد بعد حروب طاحنه افنت كثير من المسلمين ثم حدثت الفتنة الكبرى من صنيع الفرس أعداء الاسلام الذين تظاهروا بإعتناقه وهم في الحقيقة يكيدون له كيدا الا وهي فتنة خلق القرآن التي بدأت في عهد المأمون بن هارون الرشيد من ابتداع المعتزلي الجهم بن صفوان وقد امتحن فيها العلماء وأجبروا قسراً على القول بها غفر الله لهم ولم يثبت على الحق سوى محمد بن نوح الذي توفى وهو ثابت رحمه الله والإمام احمد بن حنبل الذي سجن وعذب وطلب المأمون مقابلته فخرج الي بغداد وفي الطريق توجه إلى الله تعالى بدعوته بقوله اللهم لاتريني وجه المأمون فاستجاب الله له فمات المأمون قبل وصول الإمام الي بغداد ولكن تعذيبه وسجنه استمر مع من بعده من الخلفاء حتى أن اتباع الإمام عرضوا عليه الخروج على الخليفه وخلعه بالقوه فرد عليهم مقولته المشهوره لو أن لي دعوة مستجابه لصرفتها للسلطان ويقال بأن الخليفة الواثق بلغ به الإلحاد ان حكم على الإمام أحمد بالقتل فأخذ الله روح الخليفه صبيحة اليوم الذي كان مقرراً لاعدام الإمام ، فقيض الله للخلافه الخليفه المتوكل الذى أنهى الفتنه وقال بتنزيل القرآن وأكرم الإمام وأهل السنه وعذب أهل الفتنة والبدعه وابعدهم وهكذا انتهت أعظم فتنه تمس صلب الدين الإسلامي ثم توالت الاحداث وأكتسح المغول بلاد الاسلام واحتلوا بغداد وجرى نهرها أحمراً من دماء المسلمين ثم عاد الاسلام وخرج من المحنه وجاءت الطامة الكبرى بالحروب الصليبيه الطاحنه التي تستهدف وجود الاسلام انتقاماً لهدمه حصون القسطنطينية والقضاء على إمبراطورية القياصره الروم البيزنطيين ولكن الإسلام محفوظ فكانت همة القائد صلاح الدين الأيوبي وجيوشه لهم بالمرصاد ولله الأمر من قبل ومن بعد يعز من يشاء يذل من يشاء
وهكذا الاسلام بفضل الله مهما تعرض للكيد سواءً من اهله او من أعدائه يخرج منصوراً أقوى مماكان طال الزمان اوقصر بعز عزيز اوبذل ذليل كما قال صلى الله عليه وسلم ليبلغن هذا الامر مابلغ الليل والنهار ولايبقى بيت وبر ولامدر الا دخله هذا الدين بعز عزيز او بذل ذليل عز يعز الله به الاسلام وأهله وذل يذل الله به الكفر واهله .
إذا الاسلام عزيز رغم انوف المتربصين عصي على قوة الأعداء والمفوهين منصور برب العالمين فيئة من أهله
منصورة الي يوم الدين هم من ثبتوا على منهاج النبوة المتين واتبعوا سنة سيد المرسلين لايخافون في دينهم لومة اللائمين ولم يصرفهم عن دينهم زيف حضارة القرن العشرين وماتلاه من عقود وسنين .
اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الصالحين واجعل المملكة العربية السعودية آمنة مطمئنة رخاءً سخاءً لايضرها كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين
وساير بلاد المسلمين .
واحفظ اللهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بحفظك وأكلأهما بعنايتك ورعايتك وارزقهما البطانة الصالحه التي تدلهم على مافيه خير البلاد والعباد وعز الاسلام والمسلمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج١٤٤٣/٢/٢٢للهجره
المشاهدات : 64255
التعليقات: 0