حث سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ عموم المسلمين بأداء صلاة الاستسقاء التي دعا إلى إقامتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- يوم غد الخميس في عموم مناطق المملكة، مؤكداً سماحته أن أداءها من شعائر الإسلام ومن صور الافتقار إلى رب العالمين التي ينبغي أن يستشعرها المؤمن ويحرص عليها.
وقال سماحته إن صلاة الاستسقاء عبادة يتقرب بها المسلمون إلى ربهم، وليعلموا أنهم مفتقرون إلى الله في جميع أحوالهم، فيشرع الخروج لها عند أمر ولي أمر المسلمين بأدائها، وفيها من المنافع الجليلة:أولاً: التأسي بسنة النبي الكريم ﷺ، فكان من هديه ﷺ أنه إذا أجدبت الأرض في زمانه خرج بالناس، واستسقى لهم صباحًا، وخطبهم وذكَّرهم، واستغاث الله عز وجل فأغاثه، وكانﷺ يستغيث أحيانًا في خطبة الجمعة، فهذه السنة فلا يرغب المسلم عنها كسلًا.
ثانيًا: طاعة لولي الأمر الذي أمر بها، والذي أمرنا ربنا بطاعته، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ} الآية. فطاعة ولي الأمر من طاعة الله، قال صلى الله عليه وسلم: (مَن أطَاعَنِي فقَدْ أطَاعَ اللَّهَ، ومَن عَصَانِي فقَدْ عَصَى اللَّهَ، ومَن يُطِعِ الأمِيرَ فقَدْ أطَاعَنِي، ومَن يَعْصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصَانِي، وإنَّما الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِن ورَائِهِ ويُتَّقَى به، فإنْ أمَرَ بتَقْوَى اللَّهِ وعَدَلَ، فإنَّ له بذلكَ أجْر وإنْ قالَ بغَيْرِهِ فإنَّ عليه منه) رواه البخاري.
ثالثاً: إظهار الافتقار لرب العالمين وأننا جميعًا فقراء إليه. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}، فيخبرنا جل وعلا: أننا محتاجون إليه في جميع الحركات والسكنات، وهو الغني عنا جل وعلا.
وأردف سماحته قائلا: ينبغي للمؤمنين المسارعة إلى أدائها؛ لأنها شعارٌ من شعائر الإسلام، الرجال والنساء والشباب وغيرهم، ينبغي المبادرة إلى هذه العبادة العظيمة، وألا يُتخلَّف عنها، مع التوبة إلى الله، والاستغفار، والصدقة، وتراحم العباد فيما بينهم؛ لأنَّها من أسباب رحمة الله تعالى، كما في الحديث: (ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء، مَن لا يَرحم لا يُرحم).
وبين سماحته أنه يُسن للمسلمين أن يتصدَّقوا قبل الاستسقاء وبعده، ويرحموا الفقراء، ويُحسنوا إليهم؛ لأنَّ هذا من أسباب رحمة الله، ومن ذلك التوبة إلى الله من الذنوب؛ لأنَّ الذنوب من أسباب المنع، والتوبة من أسباب الرزق، فالواجب المبادرة بالتوبة من جميع الذنوب.
وسأل سماحة مفتي عام المملكة الله القدير أن يغيث العباد والبلاد وأن يعم برحمته الجميع، كما سأل الله أن يديم على المملكة عزها وتقدمها في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين -حفظهما الله-، وأن يصرف عنها وجميع بلاد المسلمين السوء والبلاء.