السبت, 21 جمادى الأول 1446 هجريا, 23 نوفمبر 2024 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم السبت, 21 جمادى الأول 1446هـ

الفجر
05:21 ص
الشروق
06:43 ص
الظهر
12:08 م
العصر
03:12 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م

الموجز الأخبار ي »»

المشاهدات : 74952
التعليقات: 0

((مواقف نادرة من التاريخ))

((مواقف نادرة من التاريخ))
https://www.alshaamal.com/?p=193873

يزخرالتاريخ الاسلامي بطرائف ومواقف جميلة ونادرة بعضها تكون أقرب الي الخيال منها إلى الواقع ولولا تواتر روايتها ونقلها من ثقات وأشتمال كتب التاريخ والسّير والادب عليها لاستحال على القاريءاوالسامع قبولها وتصديقها لكونها أعظم من أن يتحملها أنسان
وفي هذا المبحث بإذن الله تعالى نتطرق الي مايتيسر من الطرائف والمواقف النادرة والطريفة التي تجمع أحياناً بين التاريخ والادب والعلم والإيمان القوي والشجاعة النادرة والشموخ وعزة النفس والقدرة على السيطرة عليها ومن هذه المواقف مايلي :

الصحابي الجليل عبادة بن الصامت الأنصاري رضي الله كان في الشام في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وولاية معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما على الشام فأنكر عبادة على معاوية شيئاً فقال لا أساكنك بأرض فرحل الي المدينة فدخل على عمر فقال ما أقدمك فأخبره بفعل معاوية فقال له ارحل وعد الي مكانك فقبح الله ارضاً لست فيها وأمثالك فلا إمرة لمعاوية عليك ثم حدث انه كان هو ومعاوية في مسجد فأذن يوماً فقام الخطيب يمدح معاوية ويثني عليه بكلام أستكبره عبادة فقام فأخذ تراباً في يده فحشاه في فم الخطيب فغضب معاوية فقال له عبادة إنك لم تكن معنا حين بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة على السمع والطاعة في منشطنا ومكسلنا ومفرحنا ومكرهنا وأثره علينا والا ننازع الأمر أهله وأن نقوم بالحق حيث كنا لانخاف في الله لومة لائم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتم المداحين فأحثوا في أفواههم التراب) !!! .

وجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشاً لقتال الروم وفيهم الصحابي الجليل عبدالله بن حذافةالسهمي رضي الله عنه احد السابقين الي الإسلام واحد المهاجرين الي الحبشة وكان قد بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم الى كسرى يدعوه الي الإسلام .
وفي الجيش الذي وجهه عمر الي الروم أسروه فذهبوا به الي ملكهم فقالوا ان هذامن أصحاب محمدفقال له الملك هل لك ان تتنصر واعطيك نصف ملكي قال لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ماتملكه العرب مارجعت عن دين محمد طرفة عين قال إذاً أقتلك قال انت وذاك فأمر به فصلب وقال للرماة ارموه قريباً من بدنه وهو يعرض عليه الرجوع عن دينه وهو يأبى فأنزله ودعا بقدر فصب فيه ماء يغلي وأتى بأسيرين من المسلمين فألقى أحدهما في القدر وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى ثم بكى فقيل للملك إنه بكى فقال أحضروه وكان يظن انه جزع فسأله الملك عن سبب بكائه قال هي نفس واحدة تذهب الساعة فكنت اتمنى ان لي عدة انفس تلقى نفس مصير هذا الاسير الذي ألقي في القدر وذلك في سبيل الله تعالى .
قال الملك هل تقبّل راسي وأطلق سراحك فقال رضي الله عنه بشرط تطلق معي سراح جميع أسرى المسلمين قال نعم فقبل راسه وأخلى سبيله وجميع الأسرى فقدم على عمر فأخبره الخبر فقال عمر حق على كل مسلم ان يقبل رأسك وانا أولهم فقبل عمر رأسه رضي الله عنهما وأرضاهما .

في غزوة تبوك وعندما سار جيش الرسول صلى الله عليه وسلم كان الصحابي الجليل مالك بن قيس المكنى بأبي خيثمة رضي الله عنه غائباً عن المدينة المنورة وبعد مسير الجيش بأيام عاد الي أهله وكان تحته زوجتين حسناوين وكان الحر شديداً والثمار قد أينعت وطاب أكلها فوجد الزوجتين قد أحتفتا به وبمقدمه وجهزت كل منهما عريشها في حائط له وبردته من لهيب حر المدينة برشه بالماء فطاب المقام وتهيأ المنام ولذ الطعام ، فلما دخل قام على باب أحد العريشين فنظر الى إمرأتيه وما صنعتا له فلم تطب نفسه بهذا النعيم المقيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضح يعني الشمس والحر والريح وأبو خيثمة في ظل بارد وطعام لذيذ مهيأ وامرأة حسناء ومقيم في ماله وبين أهله ، ماهذا بالإنصاف وقال والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهما أن يهيئا له زاد السفر ففعلتا فأناخ راحلته فارتحلها ثم خرج ليلحق بجيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ادركه حين نزل تبوك فلما دنا من الجيش قال الناس هذا راكب على الطريق مقبل قال الرسول صلى الله عليه وسلم كن أباخيثمة فقالوا يارسول الله هووالله ابوخيثمة فأقبل فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له صلى الله عليه وسلم أولى لك بمعنى دنوت من الهلاك فلما أخبره بقصته قال له خيراً ودعا له بخير .
وقال ابوخيثمة في ذلك شعراً :

لما رأيت الناس في الدين نافقوا
أتيت التي كانت أعف وأكرما

وبايعت باليمنى يدي لمحمد
فلم أكتسب إثما ولم أغش محرما

تركت خضيبا في العريش وصرمة
صفايا كراما بسرها قد تحمما

وكنت إذا شك المنافق أسمحت
الى الدين نفسي شطره حيث يمما

الصحابي الجليل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح المكنى بأبي سليمان كان ضمن النفر الستة الذين بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم مع رهط من أهل عضل والقارة حيث طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث معهم إلى ديارهم من يفقههم في الدين ففعل ، فلما وصلوا ماء لهذيل بالحجاز يسمى الرجيع غدروا بهم وأستصرخوا عليهم هذيلاً فلم ينتبهوا الإ والرجال قد احاطوا بهم وبأيديهم السيوف مصلته فأخذ الصحابة أسيافهم ليقاتلوهم فقال الهذليون لهم والله مانريد قتلكم ولكن نريد أن نصيب بكم شيئاً من أهل مكة ولكم عهد الله وميثاقه فقال عاصم بن ثابت وأثنان من أصحابه والله لانقبل من مشرك عهدا ولاميثاقاً أبداً ثم انشد قائلاً :

ما علي و أنا جلد نابل
والقوس فيها وتر عنابل

تزل عن صفحتها المعابل
الموت حق والحياة باطل

وكل ماحمّ الإله نازل
بالمرء والمرء إليه آئل

إن لم أقاتلكم فأمي هابل

وقال ايضاً :

أبو سليمان وريش المقعد
وضالة مثل الجحيم الموقد

اذا النواجي أفترشت لم أرعد
ومجنأ من جلد ثور أجرد

ومؤمن بما على محمد

وقال كذلك :

أبوسليمان ومثلي رامى
وكان قومي معشراً كراما

وقاتل هو وصاحبيه حتى قتل فأرادت هذيل اخذ راسه لبيعه على سوالفة بنت سعد بن شهيد حيث سبق وأن نذرت بعدما أصاب ولديها يوم أحد لئن قدرت على رأس عاصم بن ثابت لتشربن الخمر في قحفه (جمجمته) فمنعتهم الدّبر(الزنابير والنحل) من الوصول إليه فقالوا دعوه حتى يحل المساء فنأخذه ، فبعث الله سيلاً في الوادي فأحتمل جثته فذهب بها فلم يمسها أحد حيث كان عاصماً قد أعطى الله تعالى عهداً أن لايمسه مشركاً ولايمس مشركاً تنجساً من المشرك النجس ولما بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ماحدث لعاصم قال يحفظ الله العبد المؤمن حيث منعه بالدّبْر والسيل بعد وفاته من المشركين وما ارادوا به كما امتنع هو في حياته فالله تعالى الحافظ لعباده الصالحين .

والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

بقلم/بقيش سليمان الشعباني
‏الخرج ١٤٤٤/٥/٢١ هجرية

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>