((يوم العلم الذي لاينكّس))

لكل دولة علم يميزها عن غيرها من الدول ولكل علم معنى ودلالات سواءً من حيث الألوان التي يتكون منها أو مايطبع عليه من رموز أوصور أوكلمات والعلم واللواء والراية والبيرق أسماء مترادفة لمعنى واحدمع بعض الاختلاف بالهدف الذي يراد منها ، وقد إتخذ النبي محمد صلى الله عليه وسلم راية(لواء) عبارة عن علم مكون من قطعة قماش صوف أسود مكتوب عليها(لاإله إلا الله محمد رسول الله) كانت ترفع أمام الجيش الغازي أو السرية ويحملها عادة قائد السرية أو الجيش ويقاتلون حولهاالمقاتلة ويحمونها من السقوط ولو حدث حادث وسقطت أعيد رفعها وأعطيت لمن يلي حاملها السابق بالمقام والقوة والشجاعة والدهاء والتضحية ويعتبر الجيش منتصراً أو في طريقه للنصر مادامت الراية مرفوعة واللواء يخفق عالياً .
‏ومن هنا إتخذت الدول وربما بعض القبايل والعشائر والاسر والجماعات والمنظمات أعلام تمثلها في المحافل والمناسبات وفي الأغراض المدنية والعسكرية وعند كل دولة لائحة لعلمها توضح وتفسر معناه ومايرمز له تاريخياً او جغرافياً اودينياً او إجتماعياً أو غير ذلك .
وفي هذا الصدد وبمناسبة يوم العلم السعودي الخفاق الذي يسمو بالتوحيد ولاينكّس والراية الخضراء راية الاسلام التي لاتسقط بإذن الله تعالى مهماكانت الوقائع والأحداث ، كيف لا وهي تحمل أكمل وأجمل وأعظم كلمة في التاريخ البشري كلمة التوحيد الخالدة(لا إله إلا الله محمد رسول الله) وتحتها السيف الصارم البتارالمسلول المصلت رمز القوة والشجاعة والأنفة والتضحية والفدائية في سبيل الحق .
وقد بدأ تاريخ العلم السعودي في عهدالمؤسس الاول الإمام محمد بن سعود رحمه الله تعالى مؤسس الدولة السعودية الأولى وكان مطبوع على قطعة قماش أخضر مشغول من الخزّ والإبريسم ومعقود على سارية ترفعه واستمر كبيرق وراية ولواء في الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية يتقدم الجيوش مرفوع بعلو وثقة ، وفي عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه أستمر العلم مرفوعاً يقود حملات ومعارك استعادة توحيد أجزاء الوطن وعلى هيئته وبمواصفاته وأطواله التي يتكون منها أخضر اللون مستطيل الشكل عرضه يساوي ثلثي طوله معقود على سارية يبدأ من أعلى السارية حتى نهاية العلم وكتبت عليه كلمة التوحيد بخط ابيض واضح وتحتها رسم سيف مسلول رمزاً للقوة والحماية .
فللعلم السعودي مكانة ودلالات ومضامين لايماثلها علم آخر كما يتميز بإستمراريته التي قارب بها عمره المديد ثلاثة قرون رافق بها الأطوار التي مرت على العهد السعودي الميمون وحتى عند سقوط الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية كان محمولاً ولم بفقد توهجه ومكانته ومعانية السامية العالية فهو يمثل بالمقام الاول هوية دولة ورمز وطن وكما اسلفت يتميز بلونه الأخضر الذي يرمز الي الأمل والنماء الرخاء والتفاؤل ، وكلمة التوحيد المخطوطة على جوانبه ترمز الي الدين الإسلامي الحنيف دين الدولة والشعب بمباديه الأساسية النبيلة بما تعنيه من توحيد لله تعالى واتباع هدي رسوله صلى الله عليه وسلم وما يتضمنه من معاني التسامح والسلام والأخلاق والعدل وصدق التعامل وحسن الجوار والوفاء بالعهود والمواثيق ، وهذه حقيقة لاينكرها إلا جاحد وظالم هي المباديء التي قامت عليها الدولة السعودية ولازالت ملتزمة بهامما أكسبها أحترام كل منصف وقائل بالحق وعامل به .
ثم السيف المسلول الذي يرمز للقوة والمنعة وعلو المكانة والرفعة ، وعن مايعنيه العلم للشعب وارتباطه بمعانيه ومضامينه فهو يعني الولاء والإنتماء والاستقرار والرخاء والعدل والفخر والقوة والأمن والأمان والحصن الحصين والثقةوعلو الهمة والرأس المرفوع ولا شك بأن هذه أهم مايتطلع له الإنسان في هذه الأرض المباركة وفي ظل القيادة الحكيمة الرشيدةالعادلة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظهما الله تعالى وتأكيداً لمكانة العلم السعودي ومدلولاته ومضامينه العميقة وتاريخه المشرف المجيد صدر الأمر السامي الكريم رقم أ/٣٠٣ وتاريخ ١٤٤٤/٨/٩ هجرية بأعتبار يوم ١١ مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعلم السعودي بإسم (يوم العلم) وبهذه المناسبة الغالية أتقدم بخالص التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والشعب السعودي بهذه الذكرى العطرة التي وافقت هذاالعام السبت ١٤٤٤/٨/١٩ هجرية حفظ الله تعالى المملكة العربية السعودية وأدام عزها وعلمها خفاقاً مرفوعاً الي الأبد والله من وراء القصد . والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه /بقيش سليمان الشعباني
‏الخرج ١٤٤٤/٨/١٩ هجرية