رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير منطقة حائل في مدينة جبة اليوم حفل افتتاح فعاليات الاحتفاء بتفعيل موقعي جبة والشويمس، والذي تنظمه هيئة التراث، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة حائل، وصاحب السمو الأمير نواف بن سعد بن عبد الله.
واستعرضت هيئة التراث أهمية موقعي جبة والشويمس عبر عرض مرئي.
وبين الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للتراث الدكتور جاسر الحربش أهمية المواقع الأثرية والتراثية بالمنطقة وتنوعها وغزارتها وقدمها، مؤكداً حرص الهيئة على تفعيل تلك المواقع، بدعم من القيادة الحكيمة، ومتابعة من سمو أمير منطقة حائل وسمو نائبه، مشيراً إلى وجود أكثر من 13 ألف نقش صخري في جبة والشويمس ، منوهاً بأهميتها وأهمية آثار مدينة فيد التاريخية.
وأوضح أن هذه الفعاليات المقامة حالياً في جبة تهدف إلى نشر الوعي في التراث الثقافي السعودي، وتعزيز المعرفة بموقعي جبة والشويمس، المسجلين في قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونيسكو، والمحافظة على الثروة الثقافية والمواقع الأثرية المكتشفة، إضافة لدعم الناتج المحلي والتنمية المتوازنة في مناطق المملكة المختلفة.
بعد ذلك ألقى ممثل الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة لدى الخليج صلاح الدين زكي خالد كلمة أشاد فيها بالنهضة الشاملة في المملكة، والتطور النوعي في جميع المجالات، والحرص على تطوير وتفعيل المواقع الأثرية والتراثية، وعلى رأسها موقعا جبة والشويمس المسجلان في قائمة التراث العالمي ، مؤكداً أهمية مواصلة تسجيل المزيد من المواقع في المملكة الغزيرة بإرثها وتراثها وثقافتها .
إثر ذلك نوه سمو الأمير عبدالعزيز بن سعد عن الأثر العميق الذي أحدثته الرؤية الطموحة للقيادة الحكيمة، والتي مكنت منطقة حائل لاستثمار كنوزها الأثرية والتاريخية الممتدة لأكثر من 350 ألف سنة، ونقوشها لأكثر من عشرة آلاف سنة، وقصة كريم العرب حاتم الطائي، ابن المنطقة الذي مازال حفيده شاهداً على روايتها ، مشيراً إلى أن حائل تقدم نفسها عنواناً مهما في الأطروحة الثقافية والتراثية والسياحية ذات الأبعاد الاقتصادية، وتكاد تكون من أهم بوابات الوطن العظيم على العالم .
واستطرد سموه بأهمية موقع حائل في وسط شبه الجزيرة العربية من البوابة الشمالية، وانعكاس ذلك بأن أصبحت حائل ملتقى كل العابرين، مشيراً إلى النقوش الموجودة في حائل، والتي هي عبارة عن حرف مكتوب ، مبيناً أن الحرف لا يكون لعابر سبيل وإنما لحضارة وتعدد سكاني وترك آثارا إبداعه باقية حتى الآن .
ورفع سمو أمير حائل باسمه وباسم أهالي المنطقة شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – على ما يشهده الوطن في عهده الزاهر من نقلات نوعية شاملة ، ولسمو ولي عهده الأمين – حفظه الله – الذي حول مشروع جبة من تاريخ يقرأ في كتاب إلى واقع وحراك ملموس ومشاهد يجذب الزوار من داخل الوطن وخارجه ، زافاً بشرى قرب العمل بمشروع شامل لآثار جبة والذي سيتبعه مشروع للشويمس ، ثم تتابع بإذن الله المشاريع لاحقا للمواقع الأخرى .
إثر ذلك كرم سموه شركاء النجاح ، وتسلم درعاً تذكارياً ، ثم تجول في أرجاء الفعاليات والأركان المشاركة والتي تستمر لمدة 6 أيام ، وتتضمن معرض صور لأقدم النقوش الصخرية بالمملكة، وتصاميم تراثية وعروض حية لتذوق التراث، بالإضافة إلى عروض للحرف اليدوية ، وعروض للضوء وتجربة للمبيت في الخيام وسوق للحرفيين، ومنطقة للسينما، وكذلك مناطق مخصصة للأطفال تحتوي على فعاليات ترفيهية حول تشكيل الفخار وتلوين الزخارف والنقوش التراثية.
حضر الحفل معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز وعضو هيئة التراث الدكتور فهد بن عبدالله السماري .
يذكر أن موقعي جبة والشويمس يعدان من أهم وأكبر المواقع الأثرية في المملكة، والمسجلة في قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونيسكو في عام 2015م كمواقع فنون صخرية، وتعد مدينة جبة الواقعة في الشمال الغربي لمنطقة حائل أرضًا لبحيرة قديمة تحيط بها كثبان النفود الكبير ، تتميز بتراث غني يمتد لثلاث فترات زمنية، يتضمن نقوشا ورسومات صخرية تكثر في جبل أم سنمان وفي الجبال القريبة منه.
كما تعرف مدينة الشويمس كأحد أكبر متاحف التاريخ الطبيعي المفتوحة في العالم، نظرًا لما تحتويه من نقوش صخرية يمتد عمرها إلى أكثر من 14 آلاف سنة قبل الميلاد، في مساحة تتجاوز 50 كيلو متراً مربعا، تزخر بثروات تراثية ثمينة تحكي عن حياة حضارات الأمم السابقة، كما تكثر فيها الكهوف وآثار البراكين.