بَسَمَ الدّهرُ فابْتسِمْ لِهوَاكا
واملأ الكونَ من جَمِيلِ غِنَاكا
واعْزِفِ الحُبَّ، وابْعَثِ الأمَلَ==
الضّاحِكَ، وانشُرْ على الدُّنا نجوَاكا
رقصَتْ موجَةُ الهَوى فتَرَنَّمْ
بالأغَارِيدِ قدْ بلغَتْ مُنَاكا
نغَمَاتٌ كأنّهَا نبضُ قلبي
يُوُقِظُ الحُلْمَ زاهِياً في رُؤَاكا
وحنانٌ من جنّةِ الروحِ سلسالٌ
رقيقٌ على المدي يرعَاكا
هَا أنَا بالرِّضَا، وأنتَ بما تُوحِي
== وتُبْدِيهِ من جَمَالٍ كَسَاكا
في أسَارِيرِكَ البَهَاءُ تجلّى
فتَعَالى الإلهُ من سَوّاكا
أنتَ كونٌ من الرَّبِيعِ فسِيحٌ
كمْ تأنَّقتْ هاهُنا وهُنَاكا
ونثَرتَ الوُرودَ من كلِّ لونٍ
وهي تحكي شَبَابَكَ الضّحّاكا
بسَمَاتُ الأيَّامِ ما كنتُ أدري
ما أفَانِينُ سِحرِهَا لولاكا
وشْوَشَاتُ الهَنَاءِ راحَتْ تُنََاغي
من فُؤادي الإحسَاسَ والإدرَاكا
إنّ هَمْسَ المُحِبِّ أعذَبُ نجوَى
وعلى الصّمتِ في الشّغَافِ صَدَاكا
أنا أطفأتُ في سُرورِكَ أحَزاني
== وأشْعَلْتُ في الدّيَاجي سَنَاكا
قمَرٌ أنتَ في ضِيائِكَ أحيَا
ونشِيدُ الحيَاةِ وقعُ خُطَاكا
نغَماً حالِمَاً فريدَاً طرُوبَاً
وهوَىً ما اسْتفَاقَ إلا دَعَاكا
كُنْ كمَا شِئتَ في غُلالَةِ نُورٍ
تَسْتَحِمُّ الشُّمُوسُ في مَرآكا
مِشعَلاً يُشعِلُ المبَاهِجَ في
الأرضِ ويزهُو بطيفِهَا مغنَاكا
إنْ تناءَتْ عن ناظري فالأمَاني
يا أعزَّ المُنى تُنِيرُ دُجَاكا
فدعِ الحُبَّ في حِمَاكَ يُغَنِّى
وتُغَنِّي دُنيَايَ في دُنيَاكا
شعر/ الحسين الحازمي
الخميس 1444/12/18