أبيات مهداة للأخ الشيخ
يبوح بمكنون نفسة المترعة حبًا لأخيه الشيخ حُسين بِن أحمَد قُحَل وينظم فيه قصيدة مدحية يخلد فيها هذا الحب الاخوي الصاف ، وينثال يراعه موسيقى وبلاغة وقافية رقراقة تشد قلب سامعه أو قارئها من اذنيه وتصب الشعر والحب والثناء بنفس كريمة محبة متواضعة، تصف كرم الاخ ومجده وفيضان جوده على من حوله.
اختار الشاعر أن يبدأ قصيدته كما يبدأها الشاعر الجاهلي كأمثال امرؤ القيس واضرابه بـ “قف”، فإن كان الشاعر الجاهلي يستوقف أصحابه فان شاعرنا يستوقف ” يراعه”؛ فالى ابيات القصيدة البديعة الموشاة بالحب وفن السبك:
قِفْ يَايَرَاعِي وَيَمَّمْ صَوْبَ مَجْرَاهُ
ذَاكَ الَّذِي قَدْ بَنَى فِي الْقَلْبِ مَأْوَاهُ
شَيْخٌ لَهُ فِي ذُرَى الْجَوْزَاءِ مُتَّكِؤٌ
صَافِ السَّرِيرَةِ سَمَحٌ فِي مَحْيَاهُ
حَوَى الْمَكَارِمِ مِنْ خَلْقٍ وَمِنْ أَدَبٍ
طَلْقُ الْيَدَيْنِ وَنَبَعُ الْجُودِ كَفَاهُ
لَهُ الْأَحِبَّةُ وَالْأَصْحَابُ قَدْ شَهِدُوا
بِكُلِّ صِدْقٍ لِمَنْ طَابَتْ سَجَايَاهُ
فَأيِنْ وُجَّهَتْ تَلْقَى عِطْرَ سِيرَتِهِ
كَنَفْحَةِ الْمِسْكِ بَيْنَ النَّاسِ فَحْوَاهُ
ذَاكَ الَّذِي مَا تَرَاخَى فِي عَزَائِمِهِ
وَعَمْرُهُ بِالْوَفَا وَالْبَذْلِ قَضَاهُ
عَلَى خُطَى السَّيِّدِ الْمِقْدَامِ وَالِدِه
مَنْ زَانَهُ النَّبْلُ وَالْإِكْرَامُ وَالْجَاهُ
أَتَى حُسَيْنٌ…. أَلَا أَكْرِمُ بِهِ خَلَفًا
مُخْلَقٌ وَارِفٌ بِالْخَيْرِ مَجْنَاهُ
ذَاكَ الَّذِي قَامَتِ الْبَيْضَاءُ فِي شَغَفٍ
حُبًّا وَفَخْراً وَتَعْطِيراً لِمَمْشَاهُ
مَنْ يُجْمَعُ النَّاسَ حَقّاً فِي مَحَبَّتِهِ
فَلَيْسَ يَعْنِي سِوَى أَن حَبَّهُ اللَّهُ
أَدَامَهُ اللَّهُ لِلْإِخْوَانِ مُفَخَّرَةً
وَخَصَّهُ اللَّهُ إِنْعَاماً وَعَافَاهُ
وزَادَهُ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ عَافِيَةً
عَلَى مَدَى الدَّهْرِ وَالْأَيَّامِ نَلْقَاهُ
وَنَحْنُ وَالْأَهْلُ وَالْأَصْحَابُ فِي نِعَمٍ
تَتَرَى مِنَ اللَّهِ مِنْ جَلَّتْ عَطَايَاهُ
……………….
شِعر
حسّن بِن قَاسِم قُحل