حمدنا الله أياما سنينا
نسبحه نصلي خاشعينا
و نعماء ً يتابعها علينا
بفضل الله صرنا آمنينا
وقد كنا نخاف على حمانا
صروف الجاهلية تحتوينا
فإن تشرق نخاف من السرايا
وإن غربت خشينا الغادرينا
ولازلنا على هذا نعاني
عجافا كشرت كي ترتمينا *
وجوعا قد أذاب البطن منا
نعاركه فيخترط السمينا
وجهلا قد أحاط بنا كليل ٍ
شربنا كأسه حتى ارتوينا
قبورا قد عبدناها وطفنا
وشركا قد تلبس جاهلينا
وغارات يشيب الطفل منها
نقاتل بعضنا عسرا ولـِيـنـا
بقينا هكذا دهرا مديدا
ظلاما نحتويه ويحتوينا
إلى أن أشرقت شمسٌ بنجدٍ
سلامُ الله يا نجدا .. إلينا
أشع النور أحيا كل ميتٍ
كماء المزن أحيا الزارعينا
أتى عبدالعزيز كغيثِ وسمٍ
بخير خالص دنياً و دينا
له كل البلاد فتحن قلبا
كفعل السابقين الفاتحينا
أبادوا الجهل بالتعليم نهجا
وكنا في الجهالة غارقينا
وألّـف ربنا بين البرايا
فأصبحنا هداةً مهتدينا
ومكة قد تسامت واشمخرت
وحجاجا أتوها قاصدينا
وطيبةُ طُهرت من كل غلّ
وعادت مثلَ سابقها علينا
وكان الحجُ مقصدةَ المنايا
وبَـعدَكَ صارَ حَجَّ الآمنينا
بـَنـَى عبدالعزيز صُروحَ عز ٍ
وأكملها بنوهُ الصالحونا
سعود ثم فيصل للدواهي
وخالد ثم فهد السايسينا
وعبدالله يا قلبا رحيما
بعبدالله كنا الفارحينا
بكيناهم بكاءًا كالثكالى
كما يبكي المحبُ الراحلينا
وسلمان أتى في وقت حزم ٍ
ضربناهم و كنا الحازمينا
ُيريد العزَ للإسلامِ دومـاً
وجمعُ الشملِ مَقصدهُ إلينا
نسالم من أتَى سلما بسلم
ونسبق بالطعان الغادرينا
أعدنا مجدَ ذي قارٍ وكنا
لمجد القادسية قد سعينا
تكالبتِ الأباعدُ والأداني
وكنا كالجبالِ الشامخينا
يريدون المهانةَ حيث نبقى
على أهدافهم مستسلمينا
يريدون العروبة أن يذلوا
رفضنا في المعامع أن نلينا
.
ولو أن العروبةَ تقتدينا
ملكنا بالفعالِ العالمينا
ولا زلنا كما كنا وصرنا
نزاحمُ بالشبابِ الصادقينا
أتانا اليومَ شبلٌ من أسودٍ
يشابهُ جدهُ في الطامحينا
محمد يا محمد سر فإنا
جميعا في مسيرك مقتدينا
محمد يا محمد سر فإنا
نسابق للمعالي صادقينا
محمد يا محمد سر فإنا
نزاحم بالمناكبِ صاعدينا
سعوديون لـلـعـليـاء نـمضـي
و يلهمنا الجدودُ السابقونا
سعوديون كم جدٍ شهيد ٍ
بشرق الأرض أو غربٍ لقينا
٣٩ـ كما كانوا فنسعى للمعالي
فهم سبقوا ونحنُ اللاحقونا
لنا سيفان والنخلات تعطي
وما كنا بغاةً ظـالمـينـا
فمن يأتي بخير كان خيرا
وإن شرا فسيفا مستبينا
نسابق كل يوم ٍ للمعالي
ونرجو أن نكون السابقينا
لقد صدح ابن كلثوم ببيت
قديمٍ في زمانِ الغابرينا
ونحن اليوم حققناه صدقا
فِعالا ليس قولُ القائلينا
ونشرب إن وردنا الماء صفواً
ويشرب غيرنا كدرا وطينا
شعر :: محمد ابراهيم بواح هتان
جميماء_جازان _ المملكة العربية السعودية