قدم صالون المهرة بالتعاون مع الشريك الأدبي أمسية ثقافية بعنوان ( المترجم وأدواته الإبداعية ) للمترجمة والناقدة د.نهى العويضي التي أبحرت في عالم الترجمة الأدبية وحيثيات الترجمة العلمية والإعلامية من خلال تطبيقات منهجية واضحة
حيث قالت العويضي : الفارق بين الكتابة العلمية والأدبية يتلخص في أن الأولى لايكترث الكاتب فيها إلا بتوصيل المعنى من خلال الحقائق والمعلومات والبيانات بينما في الكتابة الأدبية يهتم الأديب بنظم الكلمات في الجمل بصياغة جمالية فالأديب يعتبر الأبنية اللغوية جزءا من معناه معتبرا أن ما يميز العمل الأدبي شكله وليس بالضرورة محتواه ، مؤكدة أن القصص الإنسانية كلها واحدة، ما يميز قصة عن أخرى هو طريقة سردها، وإخراجها . كما أشارت إلى الترجمة التوصيلية التي يسميها نيومارك communicative translation وهي تهدف إلى اخراج المعنى فقط بغض النظر أشكال الصياغة اللغوية والأسلوبية وهي تكثر في الترجمة العلمية و التقنية وأحيانا الصحفية.
كما تحدثت عن ترجمة النصوص الشعرية وتناولت إحدى قصائد وليم شكسبير كمثال حي في طريقتين مختلفة جاءت الأولى بترجمة إبراهيم عبدالقادر المازني الذي اعتمد على ملامسة ذائقة القارئ العربي الذي يجد في الوزن والقافية، الجمال المنشود في الشعر العربي كما حذف بعض الكلمات كـ (الشفاه التي حنثت باليمين بعذوبة) مفسرة الدكتورة نهى ذلك باحتمالية رغبة المازني بالتماشي مع الفكر العربي في عدم استسهال اليمين عند كل موقف أو حدث ، بينما الطريقة الأخرى فقد كانت للمترجم محمد عناني الذي تقيد بكامل الأفكار والمعاني كما حافظ على عدد الأبيات والقافية الأخيرة، كما أضاف بعض الكلمات واستخدم التقديم والتأخير كوسيلة لاكتمال النص .
وفي ختام حديثها من ذلك المنطلق نرى أن المترجم ظل الصادق هو الأديب الصادق، فهو يستوعب أدب أمته وتراثها وهو ينقل العمل الأدبي الأجنبي في إطار هذا الأدب والتراث. وإجادة الوزن والقافية مظهر من مظاهر هذا الاستيعاب ، لذلك، عندما ينحو المترجم نحو محاكاة الوزن والقافية للنص المصدر دون اعتبار لتوقعات القارئ العربي، فإنه لا يحقق النجاح المرجو.
الجدير بالذكر أن الدكتورة نهى العويضي هي من أوائل السعوديين الحاصلين على الدكتوراة في الترجمة وقد صدرت لها كتابين من تأليفها وخمسة كتب خضعت لترجمتها ، كما شاركت في العديد من الندوات والمؤتمرات العملية والأدبية .