وأعني به الإستثمار المعنوي الشخصي للإنسان بنفسه وليس بالمال وتشغيله وتضخيمه كتاجر أورجل اعمال يسعى لجمع رصيد مالي معتبر يقارع به اقرانه ويزاحمهم على المكانة الاقتصادية المرموقة التي بسببها يشاراليه بالبنان كوجه من وجوه المجتمع وكي يوصف بالعصامية والبداية من الصفر سواءً كان صفر حقيقي او صفر مفتعل فالاستثمار في المال فيه من الخوافي مافيه تجد النزاهة والنظافة وتجد الفساد والخيانة ويتصارع فيه الحلال والحرام فغالب ومغلوب وتقتحم فيه العمولة مواطن ومضارب الربا لتزيح مسماه وتبقي على جوهره فتطمئن نفس آكله على مضض في البداية ودائماً البداية لها حكاية وحتى تقتنع النفس قسراً بعدم وجود حرام ولاربا ولاحتى شبهة فيهنأ بما جمع ويزيد معدل الطمع فلاهو شبع واقتنع ولاهو راى وسمع ولشراهة نفسه قمع فياليت شعري ماهو فاعل بهذا المال الحرام منه والحلال وقد أقترب الترحال وصارت النفس الشقية أقرب الي الزوال والله أعلم الي أين المصير والمآل ولسان الحال يقول ياليت النفس كانت زكية وعلى هوى صاحبها عصية واليد كانت ندية تجود بالزكاة والصدقة والهدية وتكافح شر المصائب والبلية .
يقول الشاعر :
وليست السعادة جمع مال ٍ
و لكن التقي هو السعيدُ
أما الاستثمارالأمثل المعني بهذا المقال فهو إستثمار الانسان في نفسه فكل حياة الإنسان إستثمار منذ الطفولة وحتى الكهولة ففي الطفولة يستثمر به ابواه بتنشيئته وتعليمه وتربيته وهدايته هداية توجيه وارشاد رجاء صلاحه وأعتماده على نفسه في أمور دينه ودنياه وفيما روى ابوهريره رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه اوينصرانه او يمجسانه) اوكما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
وبعد حقبة الطفولة ومرحلتها يكون هو المستثمر بنفسه بعد إكتساب بعض الخبرات من الوالدين وممن حوله من الاسرة والقبيلة والمجتمع بالاضافة الي التوجيهات المباشرة وغيرالمباشرة يضاف اليهاالقدوة الحسنة ويتنوع هذا الاستثمار من شخص لآخر بتنوع أهتمام الانسان وشخصيته وطبعه وتفكيره واهدافه في هذه الحياةويكون الاستثمار إيجابي فتكون اعماله واهتماماته واسلوبه في الحياةكلها وفق الفطرة السليمةومايصلح دنياه وآخرته ويقابله إستثمارسلبي بحيث تكون أموره عكس ذلك تماماً، وللإستثمار جوانب حسية ومعنوية وإقتصاديةوإجتماعية وكلها بين استثمار نظيف ناصع وجلي نافع وأخر غير واضح المعالم ومشوب بالمحاذيرأو واضحة فيه السلبية في أصله وبعض أوجميع جوانبه
أذاًالانسان نفسه مشروع إستثمارى بشكل فردي أو اسري يخصه وأسرته مع تعدي منفعة ذلك الاستثمار بالطبيعة الي الغير كالمجتمع والدولة كماان الانسان يُشتثمر كمواطن إستثمار عام من قبل الدول التي تعرف إن لم تكن كلها فجلها بأن الإستثمار بالإنسان هو الاستثمار الامثل والحقيقي
لنهضة البلد وتحقيق تطلعاته في ركوب موجة التقدم والرقي وتحقيق التطلعات في شتى المجالات النافعة ولاشك بأن الانسان هو محور الارتكاز الذي يعوّل عليه في سباق الابتكار والانجاز وخلق الفرص لإظهار كل ماهو جديد كنتيجة طبيعيةللإستثمار الموجّه توجيهاً صحيحاً والذي لاتصل إليه يد المحسوبية والفساد التي تقضي على كل الامال المعقودة على ذلك المشروع الوطني الذي عموده الفقري الانسان(المواطن) التي تبنى على يديه الحضارات ويحافظ عليها من التعثر والتقهقر ومن ثم الزوال متى ماحدث خلل بشكل او بآخر بالاستثمار بالانسان .
حفظ بلادي المملكة العربية السعودية وحفظ قادتها الذين جعلوا المواطن في مقدمة إهتماماتهم لإستدامة التقدم والرقي لهذا البلد الطيب المبارك الذي بدأ يجني الثمار بتعاقب الليل والنهار بما أشرت اليه من آلية الإستثمار ومشاهد ذلك من الصغار والكبار ومن الغريب واهل الدار ومن البعيد والجار .
والحمدلله رب العالمين على فضله وإنعامه وتوفيقه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٥/٦/٥ هه
كلام حكيم من شيخ حكيم الله يحفظك
بابو سليمان