مرّ المواطن السعودي”يحيى الوداني”، بمحطات عديدة كوّنت قصة مؤثرة من الإصرار على النجاح، حيث تحدّى الظروف، ليتحوّل من منقطع عن الدراسة إلى طالب في كلية الطب يطمح في التخصص بجراحة الأورام.
وترك الوداني، الذي حصل على شهادته الابتدائية في الشقيق بالدمام، الدراسة مكرهاً لمدة 4 سنوات، بسبب تقاعد والده عن العمل، وبالرغم من إلحاح معلميه لاستكماله الدراسة فإنه فضّل العمل لمساعدة الأسرة، ليلتحق بعد ذلك بالجيش.
وأمضى الوداني 6 أعوام في قطاع سـلاح المشاة بالمنطقة الشرقية، وفقًا لـ”العربية”، إلا أنه فوجئ باتصال هاتفي من أحد معلميه القدامى يلومه على عدم إكماله الدراسة، وأقنعه بأن إكمال الثانوية العامة ولو بالانتساب سيسهّل ترقياته في العسكرية.
وبالفعل التحق يحيى بالثانوية بنظام المنازل ولم يخبر معلمه، وشهدت تلك الفترة ترقيته ونقله إلى اللواء الـ 18 في محافظة خميس مشيط، ونجح بمعدل 96% بتقدير ممتاز، ليتم قبوله في كلية العلوم بقسم الرياضيات بجامعة الملك خالد.
وبعد دراسة سنة في قسم الرياضيات حصل يحيى على تقدير ممتاز ومعدلٍ عالٍ، ومن ثم حوّل إلى كلية الطب وتم قبوله، واستقرّ على دراسة الطب بعد تقديمه على الفصل النظامي من العسكرية، ويعمل بعد خروجه من الكلية في دوام جزئي بأحد مطاعم البيتزا من الساعة 6 مساء إلى منتصف الليل.
وخلال تلك الرحلة الشيّقة، واجه يحيى عدة مصاعب، من بينها تعسّره في سداد قرضه البنكي، الذي تولّى تسديده معلمه ورفيق رحلته “عبدالرحمن مطمي”، فيما كانت زوجته “أم لمى” سندًا وعوناً له بالمنزل وأقساط السيارة.