الفخر والإعتزاز وتشجيع المنتخب السعودي ليس في حالة الانتصار والفوز فقط بل يأتي من كونه يمثل الوطن في المحافل الرياضية الكبرى ويعكس صورة عن ثقافة وعزيمة وإصرار شعبه. المنتخب الوطني يمثل وحدة وتكاتف الشعب، وكل انتصار يحققه يعزز مشاعر الانتماء والوحدة الوطنية.
كما أن الأداء المتميز للمنتخب يبرز القدرات الوطنية ويساهم في رفع اسم البلد عالياً على المستوى الدولي. وهذا ما افتقدنا له في مباراة امس الأداء المميز وهوية المنتخب .
لأن دور المنتخب الوطني يتجاوز مجرد المشاركة في البطولات الرياضية؛ فهو يلعب أدواراً متعددة على الصعيدين الرياضي والاجتماعي .
ورغم خسارته من اليابان مساء البارحة يظل المنتخب السعودي رمزاً للفخر الوطني في المملكة ويعد احد أبرز المنتخبات في منطقة الخليج والعالم العربي والآسيوي وله تاريخ حافل بالإنجازات على المستويين القاري والدولي منذ تحقيق بطولة كأس آسيا ثلاث مرات: عام 1984، 1988، و1996. وهذا يجعله واحداً من أكثر المنتخبات نجاحاً في تاريخ البطولة. اضافة للتأهل لكأس العالم والذي شارك فيه ست مرات (1994، 1998، 2002، 2006، 2018، و2022).وكان أبرز إنجاز له في كأس العالم 1994، حيث تأهل المنتخب إلى دور الـ16 بعد فوزه على بلجيكا في مباراة تاريخية لاتنسى كما حقق بطولة كأس الخليج ثلاث مرات (1994، 2002، 2003)، وفاز بذهبية دورة الألعاب العربية في مناسبتين (1976 و2007).
كل هذا يؤهله ليكون ذا شخصية وهوية ثابتة وقوية ومستمرة تزيد وتطور مع التجارب والمناسبات الكروية وتظل موجودة وبارزة وتدفع لتقديم أداء رياضي قوي ومنافسة بروح رياضية تعكس قدرة المنتخب على المنافسة العالية والإصرار على تحقيق الأفضل لا الضعف والتشتت وخلق الاعذار بغض النظر الإدارة او اللاعبين والأطقم الفنية ومن يدير دفة المنتخب.
اضافة لهذا التاريخ هناك دعم سخي وغير مسبوق من القيادة في ظل رؤية 2030 تسعى إلى تطوير الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص برزت من خلالها مشاريع كبيرة لتطوير الاندية و الأكاديميات الرياضية والبنية التحتية. كما تم استقدام العديد من المدربين والخبرات العالمية لتطوير المواهب السعودية.
وبالتالي فالتمثيل الوطني المشرف هو الطريقة و”الهوية” التي يظهر بها المنتخب الوطني أو أي جهة تمثل البلد بأفضل صورة على المستوى القاري والدولي تراكمياً وليس كل بطولة على حده والذي يتطلب الالتزام بأعلى معايير الاحترافية والإستمرارية إلى جانب الأداء الرياضي المتميز والأخلاق العاليه وهذا مايبحث عنه المشجع والمواطن السعودي مساء البارح وليس تصريحات ياسر المسحل والمدرب الإيطالي مانشيني التي لغت هوية المنتخب واعادتنا لحلقة مفرغة وبداية من الصفر رغم هذا الإرث العظيم لتاريخ المنتخب والدعم الهائل من القيادة.
تاريخ كرة القدم في السعودية هو قصة نجاح مستمرة، مليئة بالإنجازات والتحديات التي جعلت من السعودية لاعبًا رئيسيًا في عالم كرة القدم على المستوى العربي والآسيوي، مع تطلعات نحو العالمية.وهذا مايجب أن يعرفه ويعيه الجميع.