الخميس, 19 جمادى الأول 1446 هجريا, 21 نوفمبر 2024 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الخميس, 19 جمادى الأول 1446هـ

الفجر
05:20 ص
الشروق
06:42 ص
الظهر
12:08 م
العصر
03:12 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م

الموجز الأخبار ي »»

المشاهدات : 25842
التعليقات: 0

ثقافة من يدرس لا يعمل

ثقافة من يدرس لا يعمل
https://www.alshaamal.com/?p=275072

في مجتمعاتنا، تكوَّنت فكرة عامة أن مراحل الحياة مقسمة بشكل صارم؛ مرحلة الدراسة تأتي أولاً، ثم مرحلة العمل تأتي لاحقًا. وكأن الشباب لا يُتوقع منهم أن يسعوا نحو الاستقلال المادي وهم في عز قوتهم وحيويتهم. هذا التصور يقيّد إمكانيات الشباب في عمر العشرين؛ إذ يُنتظر منهم أن يعتمدوا على دعم أهاليهم، بدلًا من السعي لبناء ذواتهم والاعتماد على أنفسهم.

لماذا لا تكون لدينا ثقافة تدعم أن يجمع الشباب بين الدراسة والعمل؟ فالتعليم لا يُضعفهم عن العمل، والعمل لا يثنيهم عن التعلم؛ بل إن العمل إلى جانب الدراسة يبني فيهم روح المثابرة والمسؤولية، ويمنحهم خبرة مبكرة تهيئهم لمواجهة تحديات المستقبل. بل إن هذه القدرة على المواءمة بين العمل والدراسة هي من أهم المهارات التي تجعل الشاب ناضجًا وقادرًا على تجاوز الصعاب.

وقد حضّ الإسلام على العمل والكسب الشخصي، مؤكدًا على أهمية ألا يكون المرء عبئًا على غيره. جاء في الحديث النبوي الشريف: “لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه” (رواه البخاري). يبيّن هذا الحديث أن الكسب بالجهد والعرق هو أسمى وأنبل من طلب المساعدة، وأن الاعتماد على النفس في الرزق يعزز من كرامة الإنسان.

إن تغيير هذه الثقافة المغلوطة سيحرر الشباب من قيود الاعتماد الدائم على الأهل، وسيزيد من استقلاليتهم وثقتهم بأنفسهم، وسيكسبهم مهارات حياتية مبكرة يحتاجونها للمستقبل. آن الأوان لأن نتبنى فكرًا جديدًا، يعترف بأن الشباب قادرون على إدارة حياتهم، وأن توازنهم بين الدراسة والعمل ليس عبئًا بل هو نجاح يستحق الفخر.

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>