متى يجد الإنسان راحته في الصمت وفي الانفراد بروحه بعيدًا عن كل شيء؟
حينما يُخذل من أعز الأحباب، ويشعر بأن الحياة تختبره في كل معنى جميل كان يؤمن به.
يتغير المرء كثيرًا عندما يشكك في مصداقية ما كان يعتبره ثابتًا.
تصفعه المواقف فيستيقظ مستنكرًا لشعوره.
يبتعد بقدر ما كان يجيد الاقتراب،
يمضي واضعًا يديه على قلبه ليحميه من كل إصابة قد تدمي روحه فيعاني من جديد.
تساؤلات بلا إجابة، وتأملات تفضي إلى أنه لا جدوى من البوح.
والمؤلم أن يكون هذا الإنسان عميقًا في مشاعره إلى الدرجة التي تجعله يتحمل كل الصعاب مهما بلغت.
كان هينًا عليه أن يخوض الحياة بكل ما فيها من مشقة دون أن يتذمر وبكامل شجاعته.
لو كان متيقنًا أن هذا القلب في مأمن من الخذلان.
لكنه ما كان يظن أنه قد يهون يومًا، أو أن يُستهان به،
ولم يكن يدرك أن مشاعره ستتأذى بقدر ما كان يتغاضى.
لا شيء أقسى من أن يشك الإنسان بمكانته في قلوب منحها الأولوية المطلقة في كل شيء.
أعطى بإفراط حتى أُنهكت قواه،
فوجد نفسه ملامًا على التوقف بعد أن فقد طاقته في التوهج،
ليضيء طريقهم بينما نسي نفسه حتى كاد أن ينطفئ.
لا أحد يعلم بعثراته ولا صراعاته التي يخفيها،
ولم يرَ أحد تلك النار التي أحرقت روحه.
فأطفأتها الدموع، وأعقبتها في القلب بقايا جراح ورماد.
وبعدما أيقن أنه لا أحد سيحتوي روحه .
عاد من الخيبات يرتب أولوياته، وجعل أولها ذاته،
وأصبحت نفسه تهوى الإغتراب.
فاطمة الحربي
الدوادمي
1446/7/12