هو سعد بن مالك بن وهيب الزهري القرشي أحد العشرة المبشَّرين بالجنة وأحد السابقين إلى الإسلام .. كان من أقرب الصحابة نسباً إلى النبي ﷺ، إذ يجتمعان في كلاب بن مرةً .
أسلم سعد وهو في السابعة عشرة من عمره وكان من أوائل الذين اعتنقوا الإسلام بدعوة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
لقي سعد معاناة شديدة من أسرته بسبب إسلامه .. حتى أن والدته هددته بترك الطعام والشراب ليعود إلى عبادة الأصنام لكنه ثبت على دينه فنزلت فيه الآية :
﴿ وَوَصَّيْنَا ٱلْإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيْهِ حُسْنًاۖ وَإِن جَٰهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦ عِلْمٞ فَلَا تُطِعْهُمَا ﴾
كان النبي ﷺ يُحب سعداً ويقدّره ومما يدل على ذلك أنه قال له في غزوة أحد :
( ارمِ سعد فداك أبي وأمي )
هذه العبارة النبوية العظيمة لم تُوجَّه إلا لقلة من الصحابة
وهي دليل واضح على شجاعة سعد وثقة النبي ﷺ به
فقد كان سعد أحد الرماة المهرة الذين دافعوا عن الإسلام ببسالة وخاصة في غزوة أحد حيث وقف ثابتاً في وجه الأعداء يذود عن رسول الله ﷺ بكل قوته .
بطولته في معركة القادسية :
كان سعد قائدًا لجيش المسلمين في معركة القادسية (15هـ) التي كانت من أبرز المعارك ضد الفرس وانتصر فيها المسلمون نصراً ساحقاً أدَّى إلى سقوط الإمبراطورية الفارسية .. ورغم أنه كان مريضاً حينها إلا أنه أدار المعركة ببراعة من على سريره حتى فتح الله للمسلمين .
بعد القادسية فتح سعد المدائن عاصمة الفرس واستولى على كنوز كسرى فأدرك المسلمون صدق قول النبي ﷺ:
( لتنفقن كنوز كسرى في سبيل الله )
اعتزاله الفتنة بين المسلمين :
عندما وقعت الفتنة بين الصحابة بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه اعتزل سعد القتال ورفض الانحياز لأي طرف
قائلاً :
( لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان يقول : هذا مؤمن وهذا كافر )
توفي سعد بن أبي وقاص سنة 55هـ وكان آخر العشرة المبشَّرين بالجنة وفاةً .. دُفن في البقيع وكان رضي الله عنه زاهداً متواضعاً حتى إنه طلب أن يُكفَّن في جُبَّة قديمة كان يرتديها يوم بدر .
مكانته في الإسلام :
يُعد سعد بن أبي وقاص من أعظم القادة المسلمين وأحد السابقين إلى الإسلام وبطل القادسية وصاحب الدعوات المستجابة وقد شهد له النبي ﷺ بالجنة فرضي الله عنه وأرضاه .
–
فيصل خزيم العنزي
جازاك الله كل خير أستاذ فيصل