وقعت وزارة البيئة والمياه والزراعة عقداً استشارياً لدراسة حصر وتصنيف الدحول في المملكة، بهدف الاستفادة من حوالي 1200 دحل في تنمية مصادر المياه الجوفية، واستثمارها سياحياً، إضافة إلى رصد “الدحول” التي تشكل خطراً على الأرواح والممتلكات، ووضع إجراءات وقائية مراقبتها والحد من آثارها.
وأوضح مدير عام الإدارة العامة لموارد المياه المهندس متعب بن سعيد القحطاني، أن المشروع يهدف إلى حصر وتصنيف “الدحول” في مناطق المملكة المختلفة، وذلك بهدف الاستفادة منها في تنمية مصادر المياه الجوفية، عن طريق تحويل مياه الأمطار والسيول إليها، وفقاً للمعايير الفنية والبيئية والاقتصادية، لتحقيق الاستفادة القصوى من حصاد المياه، إضافة إلى استثمار عدداً منها في السياحة.
وأضاف القحطاني، أن المشروع يتضمن تحديد لإحداثيات الدحول، وإعداد الخرائط الجيولوجية وجغرافية، لتحديد أماكنها بدقة في الخرائط، وتصنيف “الدحول” التي تشكل خطراً على المارة، عبر وضع إجراءات لحماية الأرواح والممتلكات، ومن ثم تجهيز وإعداد أشرطة مرئية (فيديو)، إضافة إلى دليل علمي متكامل عن “الدحول” التي تم حصرها وتصنيفها، لتكون مرجعاً للباحثين والمختصين والمهتمين بهذه الظاهرة الطبيعية. وأشار إلى أن المشروع، سيتم تنفيذه بواسطة الخبراء والمختصين في مجالات (الجيولوجيا، والهيدرولوجيا، والجيوفيزياء، ونظم المعلومات الجغرافية)، مؤكداً أن الغرض الأساسي من هذا المشروع هو حصر وتصنيف جميع “الدحول” في مناطق المملكة المختلفة.
وتتكون “الدحول” بفعل الطبيعة بسبب عمليات جيولوجية، من خلال إذابة الصخور الجيرية بفعل التحرك البطيء للمياه الجوفية، ومع مضي الزمن يتكون تجويف تندفع إليه السيول مضيفة مزيداً من العمق، ويكون رأسياً أو أفقياً.
وتنتشر في أجزاء من منطقة الغطاء الرسوبي في المملكة، وتكثر في منطقة الصلب الواقعة في الجزء الغربي من الصمان (نحو 230 كيلومتراً شمال الرياض)، وتعد بالمئات وتبرز على سطح الأرض فوهاتها فقط، على حين يضم باطنها مكونات وتشكيلات متنوعة ورائعة ذات قيمة علمية وجمالية.
وتظهر “الدحول” في الصحاري على شكل تجويفات طبيعية في باطن الأرض، وتختلف عن الكهوف التي تكون في الجبال، وتشبه الآبار، ففي باطنها الماء، وبعضه صالح للشرب، وتعرف في بعضها بـ “الخليقة”. وتتسع فوهاتها في كثير من الأحيان لدخول إنسان وحتى السيارات، ما جعلها تتحول إلى مصدر خطر على رواد الصحراء، حيث تختلف بحسب عمقها وتجويفها.
محليات