قال معالي مدير جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل الدكتور عبدالله بن محمد الربيش بان التنمية المستدامة في المنظور الإسلامي لا تجعل الانسان ندا للطبيعة ولا متسلطا بل تجعله امينا عليها محسنا لها رفيقا بعناصرها يأخذ منها بقدر حاجته دون افراط او تفريط وفي عصرنا هذا أصبحت التنمية المستدامة بأبعادها البيئية والاجتماعية والاقتصادية وقضاياها وادارتها وحمايتها تستقطب اهتمام العلماء والباحثين والاساس الفلسفي لتوصيات مؤتمرات الأمم المتحدة والبنك الدوي ولكوننا جزء من هذا العالم نؤثر فيه نتأثر به فقد اولت الدولة اعزها الله اهتماما كبيرا بالبيئة كأحد ابعاد التنمية المستدامة وعملت على إيجاد وتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية ومقتضيات حماية البيئة بشكل يسمح بتحقيق النمو و المحافظة على البيئة دون ان ينطوي أي منهما على نوع من المفاضلة .
جاء ذلك في انطلاق اعمال ومعرض وفعاليات مؤتمر التنمية المستدامة في المناطق الصحراوية الذي تنظمه جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام بمشاركة استراتيجية من محافظة النعيرية في الفترة من 16-18 جمادى الأولى 1440هـ الموافق 22-24يناير 2019م بقاعة المؤتمرات بالجامعة برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية ويشارك فيه نخبة من المتخصصين والمهتمين في مجال البيئة والاستدامة من دول العالم ومشاركة منسوبي الجامعة من وكلاء وعمداء وأعضاء الهيئة التعليمية .
وأضاف الدكتور الربيش بان الدولة اعزها الله حرصت في الرؤية الوطنية على الاخذ بمفهوم التنمية المستدامة كركيزة أساسية في جميع الأنشطة التنموية لتكون منهجا وخارطة طريق وقد تم التأكيد على هذا النهج في المادة (32) من النظام الأساسي للحكم التي تنص على ان تعمل الدولة على المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها ومنع التلوث والسعي نحو التكامل مع المجتمع الدولي ببذل الجهود من اجل البيئة بكافة الأصعدة حيث صادقت على معظم الاتفاقيات ا لدولية والإقليمية المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة وكانت من أوائل الدول التي عملت بموجبها وبالرغم من كل الجهود تظل المحافظة على البيئة وخلق التوازن المطلوب بين البيئة و التنمية تجربة فتية في بلادنا ونحتاج الى مجهودا وطنيا متناغما بين الجهات الفاعلة .
وأشار الربيش الى ان المملكة العربية السعودية هي اكبر دول الشرق الأوسط مساحة وهي تشغل أربعة اخماس شبة الجزيرة العربية وتغطي الصحراء مساحات شاسعة من ارض البلاد ولا شك ان ذلك يعد تحديا بيئيا وهما ضاغطا يجب العمل على إيجاد الحلول له وتحويل هذا التحدي الى فرص يمكن استثمارها بالنظر الى ما تزخر فيه من موارد طبيعية تعزز النمو الاقتصادي واستحداث طرق إبداعية في التصميم والتخطيط والاستفادة من الممارسات الناجحة في مجالات مكافحة التصحر واستصلاح الأراضي وكفاءة استخدام مواد البناء المتوفرة وانطلاقا من هذه الحقيقة عملت الجامعة وبتوجيهات من امارة المنطقة الشرقية وبشراكة استراتيجية مع محافظة النعيرية الى تنظيم هذا المؤتمر سعيا منها لإبراز دور المؤسسات التعليمية في نشر الوعي البيئي المتعلق بالمناطق الصحراوية باعتبار المحافظة عليها واجبا دينيا في المقام الأول ووطني وانساني ومسؤولية امام الأجيال القادمة ، واختتم معاليه كلمته مقدما اسمى آيات الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد يحفظهم الله لما تحضى به الجامعة من دعم ومساندة والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف امير المنطقة الشرقية وسمو نائبه يحفظهم الله .
الى جانب ذلك ذكر وكيل جامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع رئيس اللجنة العليا للمؤتمر الدكتور عبد الله القاضي
بان لجان المؤتمر استقبلت عدد كبير من المشاركات من 14 دولة خليجية وعربية أوروبية وتم قبول 63 مشاركة للتقديم لفعاليات المؤتمر منها 10 مشاركات لمتحدثين رئيسين و31 ورقة علمية للإلقاء والمناقشة إضافة الى 22 ملصقا علمياً ، كما يضم المؤتمر ورشتي عمل متخصصة ومتطورة احدهما عن الأسس والتطبيقات الحديثة في مجالات التنمية المستدامة يقدمها خبراء من سويسرا و الأخرى ورشة عمل تطبيقية عن البناء بالمواد الصحراوية الطبيعية كما استقبلت اللجنة المنظمة 165 مرشحاً من أعضاء هيئة التدريس ، كما يصاحب المؤتمر 28 عارضا من خارج الجامعة وداخلها .