أعلنت دار ( أثر جاليري ) عن اطلاقها عدة فعاليات فنية احتفالاً بذكرى مرور عشرة أعوام على إنطلاق الدار ، وستفتتح االفعاليات يوم الخميس القادم 7 من فبراير لتستمر حتى 23 من شهر مارس، وتتضمن معرض جماعي بعنوان( خارج المكان) ومعرضان شخصيان لأيمن زيداني وزهرة الغامدي.
وذكرت الدار ان عائدات المعرض الجماعي ستعود إلى سبعة فنانين يتم اختيارهم من قِبَل لجنة مستقلة من خلال التسجيل في برنامج الإقامات الفنية وذلك عن طريق تمويل عدة إقامات فنية خارجية والشراكة معها بالدعم من رعاة سعوديين.
ويهدف البرنامج لتقديم خبرات من شأنها أن تكون عامل مساعد في تحويل مسارهم الإبداعي في محيط يحث على ذلك.
وسيتضمن المعرض العرض الأول للمعرض الشخصي “بحر – بشر – شجر – حجر” للفنان أيمن زيداني، حیث يحدد العنوان الإحداثیات المفاھیمیة والمادية للمعرض، ويتطرق لغوياً للبشري والغیر بشري، الحیوان والنبات، ال ُعضوي وغیر العضوي، كذلك الأرض والمیاه. ويتضمن المعرض أعمال من وسائط متعددة مبنیة على سلسلة من التجارب والتحقیقات التي أجراھا زيداني خلال العام الماضي في الشارقة حیث يقیم فیھا حالیاً.
استوحى زيداني ھذه الأعمال من الفلسفات المادية الجديدة لـ جین بینیت ودونا جي ھاراوي بدءاً بـ نظريات بینیت حول وساطة وحیوية المادة إلى الاقتراحات التي قدمھا ھاراوي حول التعاون بین مخلوقات متعددة كسبیل لتحدي التغی ُّرات التي تحدث في عصر الأنثروبوسین للبقاء على قید الحیاة. كما تتضمن الاعمال عناصر نباتیة وجیولوجیة من المنطقة المحیطة في سبیل البحث في كیفیة فھمنا للطبیعة والبیئة المحیطة، وطرق استھلاكنا لھا في الخلیج المعاصر.
اما عن المعرض الشخصي “تیارات تبحر بعیداً” لزھرة الغامدي فتحاكي الفنانة في ھذا المعرض مفھوم العلاقات وما تحمله من حب وھشاشة ومعارضة للازدواجیة ك ُأسس للحیاة الاجتماعیة. وتظھر لنا الروابط الموجودة بین البشر أو العناصر، بمختلف أنواعھا وسرعتھا على شكل عقد محكمة في ھذا العمل. فتبدو الصورة في اعین الناظرين، موحدة وواضحة ولكن ما يكمن في الباطن ھو الروابط اللامحدودة وطبقات متعددة من التعقیدات والاحتمالیات التي تكوّن تراثنا الوجودي الغني.
تحمل كل حركة من ھذا النسیج المعقود، مخاطرھا وآمالھا في بناء أو كسر محامل ھیاكلنا الاجتماعیة. فتمثل كل واحدة من ھذه الروابط المجھرية علاقة بین العناصر والافراد ووجھات النظر الجديدة والغیر محتملة في بعض الأحیان.
انه في ھذه التیارات التي تبدو طفیفة،
تؤسس الطاقة الكتلة والعمود الفقري لجمیع الھیاكل الحیة المحیطة بنا.
تدمج الفنانة عناصر متضاربة من سائلة وصلبة باستخدام الطین والصلصال لإتمام عملیة التشكیل والتثبیت.
حیث يتم غمس المنسوجات في الجص ومن ثم عقدھا مع بعضھا البعض فتكوّن قطعة كبیرة توحي بشكل البقايا فتعطي معناً مبطناً وغنیاً. الأثر الناجم عن ذلك متأصل بعمق في الحرفة التي تنھجھا الفنانة في ممارستھا الفنیة لإيصال الأفكار والمفاھیم. تصنع الفنانة باستخدام خامات أرضیة، عمل تركیبي مبني على المساحة المعطاة، فتصبح صالة العرض شاھداً على ظاھرة الترابط، من أبسط الإيماءات إلى مرثاة تص ُّورية عن الأسس الموروثة في معیشتنا. تقدم زھره الغامدي في ھذا العمل نداء يدعو للاعتراف بتعايشنا، تطرح من خلاله
منظورھا عن العناصر الأساسیة التي تشكل معا ٍن وتعطي وحیاة لكل ما في الوجود.
ولدت زھره الغامدي عام ١٩٩٧٧ في الباحة، وتعیش وتعمل حالیاً في جدة.
تتمحور أعمال الفنانة حول الذاكرة والتاريخ وتستكشف ذلك من خلال الھندسة المعمارية التقلیدية وما يتعلق بھا من وسائط وطرق التجمیع والتركیب، حیث ُتوصف أعمالھا بالفن الأرضي.
مراحل صناعة أعمالھا التركیبیة يمكن وصفھا بالشاقة والدقیقة حیث تقوم بتجمیع جزيئات من الأرض والطین والأحجار والجلد والماء. ترتكز الوسائط المستخدمة ومراحل صناعة أعمالھا على فكرة “الذاكرة المجسدة” لترجمة وتحديد مواضیع تتعلق بالھوية الثقافیة والذاكرة والفقدان. تأ ُثر زھره بًالمحیط الذي نشأت فیه في المنطقة الجنوبیة الغربیة من المملكة العربیة السعودية الملیئة بالعمارة العسیرية التقلیدية ب ّت واضحا في طرق ممارستھا للفن.