للكاتب – عائض الأحمد – المدينة الممورة
في زمان مضى كنا نقول الجاهل عدو نفسه أو كما يجب أن يكون ضرره لا يتخطى صاحبه .
الآن الجاهل عدو الجميع دون استثناء ، عدو المجتمع بكل أطيافه ومكوناته ثقافة أو فن أو علوم ، ولك أن تقول ما تشاء ، فهذا الكائن يتنقل كالاعصار ، لا فرق لديه فهو يأتي على كل شئ يقع في طريقه دون فكر أو تأني ، والمقلق في الوقت ذاته بأن هذا الجاهل لا يكتفي بجهله الذي يحمله وافكاره السلبية بل يحاول أن ينشرها اعتقادا منه بأن ذلك حقا له ونحن نتعامل معه برقي للوصول إلى نقطة لقاء إيمانا منا بحق الرأي ولكن هذا الجاهل لاينظر لها كذلك وإنما يعتقد بأننا نسير على خطاه وجهله وقد يمنح فرصة لايستحقها ابدا.
إن أردت أن تعرف مقدار جهله فعليك أن تتابع ردود الأفعال المتشنجة والأحكام المسبقة على الناس والوصاية المطلقة والاستشهاد بكل ما يقع عليه سواء علم مقاصده أو لم يعلمها .
يحاورك من منطلق الفوز والخسارة وليس لطرح رأي أو فكرة أو وجهة نظر .
نقول له قال الرسول فيقول قال العلماء ، نقول له قال الطبيب فيقول قال ابو (سعد) .
يجادل في كل شئ يزعجك ويزعج من حوله ، لديه قدرة غريبة على التكرار وكأنه يقسم أن يكرر نفسه في كل مكان ، وخير مثال ما يحدث الآن مع الجدال المستمر حول حقبة من الزمان عاشها الشعب السعودي في السبعينات الميلادية
وهذا التجني الغريب على الجميع ليس لشئ وإنما من أجل عمل فني لا يحتمل كل هذا النقد ، وكأن أحد أبطاله ليس من أبناء هذا الوطن.
هذا مثال بسيط لهذا الجهل ، لماذا تصدر احكاما مسبقة وتوزع الوطنية وتحجبها لمجرد اختلاف حول عمل فني ربما لو صمت أمثالك لما شعر به أحد.
هذه الشخصيات المكررة اعتدنا عليها ولكن صوتها العالي اصبح مزعجا للجميع ربما لشعور بالنقص وتسجيل موقف معين رغبة في التشويش على الجميع على طريقة (نحن هنا ) .
ليس عيبا أن تغير رأيك عندما تظهر لك الحقيقة العيب أن تتجاهل كل هذا الحراك من حولك وتصر على جهلك القديم