من منا لا يرغب أن يشاهد أبناءه وهم يلتحقون بالجامعات ويكملون تعليمهم ويحملون أعلى الشهادات.. جميعنا نحلم ونكرر ذلك بل ونشجع أبناءنا عليه؛ كل هذا ظنا منّا بأن الجامعة والشهادة هي الطريق الوحيد لتحقيق الأحلام واعتلاء المنابر والطريق الوحيد الذي يصل بنا إلى بر الأمان، كلنا ننظر إلى هذه الأسر وماذا ستقدم للبحث عن جامعة يلتحق بها أبناؤها.
علينا أن نتخلى عن هذه الأحلام الزائفة فهى لا تواكب عصر العمل الحقيقي. لماذا المجتمع الخليجي وأنا أعنى ما أقول يبحث أبناءه عن الشهادات الجامعية هل هو بذخ من نوع أنا متعلم وذهبت إلى الجامعة أم بحث عن بناء وطن لا يتحقق إلا بهذه الشهادة التى جعلناها منتهى الأمل والطموح ثم نعود للبحث عن عمل وقد لا نجده إذا أين الخلل؟
ياتى لنا أبناء الشرق والغرب بعقود مغرية وتعليمهم قد لا يتجاوز القراءة والكتابة وبعض الكلمات الإنجليزية ثم يخرج محملا بكل هذه الحوالات البنكية التي تجعله يعيش حياته بكل راحة. من المفارقات بأنّ عامل الشاي الآسيوي يملك منزلا في بلده وأصحاب الشهادات يجلسون على مقاعدهم ينشدون رحمة ربهم.
لماذا دائما نحاول أن نخترع العجلة التى لا تعمل، العالم من حولنا يعيش على سواعد أبنائه ليس بالضرورة أن تجد عملا حكوميا لأنّ لديك شهادة عليا، عليك أن تبحث سوق العمل الآن أكثر تنظيم والفرص تأتي لمن يذهب لها وليس لمن ينتظرها.
عزيزي الشاب
لماذا كل هذا الخوف من عدم قبولك في الجامعة سوق العمل مع القليل من المهارة يدعوك ويقدم لك المال فهل تقبل الدعوة وتلبى النداء. أتمنى أن تسأل هذا العامل الآسيوي كيف استطاع أن يجد له مكان في وطنك وأن ينتزع عملا أنت أحق به.
هل لتميزه أم لشهاداته العليا اسأل نفسك وأعلم تماما بأن لديك إجابة.
الآن هل تريد أن تحمل شهادة تباهي بها وأنت عاطل عن العمل أم عملا يدر عليك دخلا ومكانة اجتماعية بصفتك رجلا عاملا يساعد في بناء وطنه ويحقق طموحه الشخصي.
ختاما هناك توجه رائع على المستوى الحكومي أتمنى أن تواكبه نظرة مجتمعية تكرس للعمل الحرفي والخاص ونشر ثقافه الأعمال التجارية التي يسيطر عليها الوافد.
كتبنا كثيرًا وسنظل نكتب ونكتب محبة منا وإخلاصا وتوجيها وليس بعد ذلك غير العمل.