تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض اليوم مؤتمر الأرشيفات العربية الذي ينظمه المركز الوطني للوثائق والمحفوظات بعنوان “دور الأرشيفات العربية في دعم مجتمع المعرفة العربي بين التحديات والتطلعات المستقبلية” خلال الفترة من 17 – 19 رجب 1440هـ الموافق من 24 – 26 مارس 2019م، في قاعة الملك فيصل بفندق الأنتركونتننتال الرياض.
وبدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم عرض مرئي عن المركز الوطني للوثائق والمحفوظات, بعدها ألقى معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الوطني للوثائق والمحفوظات الدكتور فهد بن عبدالله السماري كلمة أكد فيها أن المؤتمر الذي يحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين يأتي انطلاقاً من أهمية الأرشيف ودوره في تعزيز مجتمع المعرفة ويهدف إلى إلقاء الضوء على الوضع الحالي لواقع الأرشيفات العربية والتحديات التي تواجهها والاطلاع على التجارب العالمية لرسم الرؤى المستقبلة.
وأكد أن المؤتمر خطوة فاعلة ستسهم في تغيير الصورة النمطية عن الأرشيف كمجرد مستودع لحفظ الوثائق إلى مصدر لنشر المعلومات ومشاركتها ومسهماً أساسياً في عملية التحول الرقمي وتعزيزه في عملية صنع القرار وتبادل المعلومات بين الأجهزة الحكومية وخدمة الباحثين والدارسين.
وأعرب عن تطلعاته بأن يسفر المؤتمر عن تدعيم فكرة إنشاء تحالفات، وتكوين كيانات أرشيفية عربية وعالمية ذات كفاءة علمية وقيادية لتواجه المستقبل وتحدياته بكل كفاءة واقتدار، وأن يفتح للجميع آفاقًا جديدة للعلاقات الفاعلة والشراكة البناءة والشفافية الشاملة والتعاون المثمر ومزيداً من روح الابتكار والإبداع المعرفي والفكري، وأخيراً أن يخرج بتصور واضح حول إمكانية إعادة النظر في التشريعات والسياسات التي تنظم التعامل مع الوثائق بما يتوائم مع تطورات العصر الذي نعيش فيه، وعدّ ما تحويه الأرشيفات إرثاً وطنياً ثميناً ومصدراً أساسياً للمعلومات ينبغي الحفاظ عليه.
وقال: “انطلاقاً من أهمية الدعم والمشاركة في هذا المؤتمر الذي يهدف بصفة أساسية إلى تحقيق الكفاءة والفعالية في إدارة الأرشيف واستثمار أحدث ما أنتجته تقنية المعلومات لخدمة أهداف الأرشيف، فإننا نشدد على الدور المحوري للمركز الوطني للوثائق والمحفوظات في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تعزيز الهوية الوطنية والمحافظة على مكتسبات الدولة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز ترتيب المملكة على سلم التنافسية والتحول الرقمي على مستوى العالم، إيماناً منا بما يزخر به وطننا المعطاء من كفاءات شابة طموحة تسعى إلى تحقيق أهدافها وأهداف وطنها الغالي وبضرورة مشاركة جميع أطياف المجتمع لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 “.
عقب ذلك ألقى الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز كلمة رحب فيها بضيوف مؤتمر “دور الأرشيف العربية في دعم مجتمع المعرفة العربي بين التحديات الحالية والتطلعات المستقبلية”، متطلعاً إلى أن يحقق المؤتمر النهوض بآداء العمل الوثائقي وتحقيق الرؤى الطموحة نحو الوصول لمجتمع المعرفة ومشاركة المعلومات، حيث حرصت المملكة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمة الله- وأبنائه من بعده على توطيد علاقتها بالعلم والمعرفة ودعمت كل مشروع يحقق النور والتقدم للوطن وسعت إلى تهيئة كل مناخات النجاح لكل مشروع معرفي متميز ، ويتجلى ذلك في الأسس التي بنيت عليها رؤية المملكة 2030، التي تؤدي فيه الأرشيفات دوراً محورياً في دفع عملية التحول الرقمي والبيانات المفتوحة في المملكة من خلال إتاحة المعلومات وتنظيم تبادلها واستثمارها والاستفادة منها .
وقال سموه “إن انعقاد هذا المؤتمر في المملكة العربية السعودية يأتي تأكيداً لتوجيهات القيادة الرشيدة – حفظها الله – نحو الاستثمار الأمثل في مجال الوثائق والأرشيف الذي يعد مكوناً أساسياً من مكونات الهوية الوطنية للشعوب وعاملاً مؤثراً في تحولاتها ونهضتها، كما أن المعرفة باتجاهاتها المختلفة وأدواتها المتعددة تعتمد بشكل مباشر على ما تحتويه الوثائق من معرفة ومعلومات تساهم في تعزيز عملية اتخاذ القرار ودعمها والرصد التاريخي لتطور أجهزة الدولة على مر السنين .
وأضاف أن بناء مجتمع المعرفة في المملكة هو الركيزة الأساسية التي سنحقق بها تطلعاتنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 التي نأمل أن يخرج هذا المؤتمر بتصور مستقبلي يبنى عليه هذا المجتمع المعرفي، مجدداً بهذه المناسبة لكل منتسب لقطاع الوثائق والأرشيف حرص الدولة -أيدها الله- على المحافظة على هذا الإرث والاهتمام به وفقاً لأفضل الممارسات العالمية وتقديمه بشكل يتلاءم ومكانة المملكة على المستوى الدولي، وهو واجب تلتزم الدولة بأدائه على وجه يحقق التطلعات، وأمانة ملقاة على عاتق كل من ينتمي للقطاع الأرشيفي المهم والحيوي في بلادنا .
وسأل سمو أمير منطقة الرياض الله العلي القدير أن يكلل جهود الجميع بالنجاح وأن يحقق هذا المؤتمر المبارك النتائج المرجوة منه الذي يحظى بالرعاية السامية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- إيماناً منه بأهمية التوثيق للمجتمع المعرفي الوطني والعربي، وهو -رعاه الله- رائد الاهتمام بالتاريخ والوثائق كمصادر للمعرفة الوطنية، مبيناً أن هذا المؤتمر يحظى باهتمام من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وفق الرؤية التي أشرف عليها ويتابعها بنفسه لتحقيق برامجها بإذن الله تعالى .
وقدم سموه شكره للمشرف العام على المركز الوطني للوثائق والمحفوظات والقائمين على المركز واللجنة المنظمة للمؤتمر .
وفي ختام الحفل كرم سمو أمير منطقة الرياض الجهات الداعمة والمشاركة وتسلم دروعا تذكارية بهذه المناسبة .
محليات