أكد الباحث الإعلامي معاذ بن عبد الله الشيخ أن مصطلح “الناقد الإعلامي” يعاني من ضبابية في مفهومه على مستوى الوطن العربي, مما أدى إلى تداوله في الأوساط الإعلامية دون إدراك لمن هو الناقد الإعلامي؟ , وما هي سماته وخصائصه التي تميزه عن غيره؟, فليس كل من يوجه نقداً عبر وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن نطلق عليه “ناقداً إعلامياً”.
جاء ذلك في ورقه علمية قدمها الشيخ بعنوان : “دور الناقد الإعلامي في مواجهة الإشاعة عبر وسائل الإعلام”, ضمن مشاركته في المؤتمر الدولي الخامس والعشرون لكلية الإعلام بجامعة القاهرة, والذي كان تحت عنوان: “صناعة الإعلام في ظل التحديات التكنولوجية والاستثمارية”.
حيث قدم الباحث في ورقته مفهوماً علمياً مقترحاً للناقد الإعلامي, وهو “من يمتلك القدرة على المعرفة والتحليل والتقييم والربط وإصدار الأحكام وإبراز نقاط القوة والضعف, في ممارسات النشاط الإعلامي بشكل عام, أو المنتج الإعلامي بشكل خاص, في ظل ظروف الإنتاج الإعلامي, وتوقيت العرض, من النواحي: (السياسية, الاجتماعية, الاقتصادية.. إلخ), وذلك عبر إطار وسائل الإعلام, وفي ضوء ما يتمتع به من السمات والخصائص العامة والمتخصصة الواجب توفرها فيه, سواء أكان هذا الناقد فردًا أم مؤسسة”, كما استعرض سمات الناقد الإعلامي وقسمها إلى نوعين: (سمات عامة, وسمات متخصصة), ينطوي تحت كل منهما مجموعة من التقسيمات والسمات الدقيقة.
ثم تناول الباحث مفهوم الإشاعة ومدى تأثيرها على المجتمعات, حيث صنف هذا التأثير إلى أربعة أبعاد هي: (البعد الأمني, والبعد السياسي, والبعد الاقتصادي, والبعد النفسي والاجتماعي).
وقد توصل الشيخ في ورقته إلى مجموعة من النتائج منها: أن للناقد الإعلام دور هام في مواجهة الإشاعة عبر وسائل الإعلام, لما يمتلكه من سمات تؤثر في آراء واتجاهات الجمهور نحو الشائعة؛ كذلك توصل الباحث إلى تصنيف لاستراتيجيات وأساليب تعامل الناقد الإعلامي مع الإشاعة, حيث لخصها الباحث في أربعة استراتيجيات أو أساليب هي: (النفي والإنكار, الشك والاحتمالية, والإثبات والتأكيد, والتزام الصمت).
يذكر أن الزميل معاذ الشيخ يكمل حالياً مسيرته الأكاديمية بالدراسات العليا في مرحلة الدكتوراه بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام, وقد عرف في المجال المهني من خلال تقديمه للبرنامج اليومي الشهير “المرصد” بالقناة الاقتصادية السعودية.