لجنة تراحم احدى لجان الخير والتكافل الاجتماعي في بلادنا، وتعمل على رعاية اطفال السجناء الفقراء وأسرهم، وتساعد في سداد ديون المعسرين، إذا عجزوا عنها، وسجنوا بسبب مطالبة أصحاب الدين لحقوقهم، وايضا تساعد السجين بعد الإفراج عنه، في أن يجد عملا ، ينفق منه على صغاره، ويصلح به شأنه، ويسد به حاجة عائلته ،
وتراحم ترعى النزلاء والمفرج عنهم وأسرهم وهي لجنة قائمة على الهبات والصدقات من فاعلي الخير بالقطاع الحكومي والخاص
وهي منظومة للعطاء، وثمرة من ثمار التراحم في مجتمعنا المسلم ، وتكتسب قوتها، بعطاءات الرجال والنساء الأوفياء لوطنهم، وبفضل دعم الدولة وولاة الأمر لها ، وبفضل الأيادي البيضاء للمحسنين، ومساهمة التجار، وأصحاب الشركات والمؤسسات، وشراكاتهم مع اللجنة، في رعاية أسر السجناء، وسد احتياجتهم الضرورية .
وتتنوع حاجة تلك الأسرالفقيرة، وتزداد مع الزمن، كإيجار المساكن، وفواتير الطاقة، وكسوة الأعياد، واحتياجات أطفالهم، وعائلاتهم الضرورية، من الطعام والشراب، وحليب الأطفال، و الملابس وأدوات النظافة ومكافحة البعوض ، ولوازم وحقائب دراسة ابنائهم وبناتهم وصغارهم .
وهذه الفئة من الأسر غاب عنهم عائلهم، ولهم حقوق انسانية في أعناقنا جميعا، وفي أعناق الاغنياء منا خاصة، ويجب ان لا نتركهم لقسوة الحاجة وعَوَزالفاقة، وقد أثبت الإسلام حقوق الفقراء، في مد يد العون والمساعدة لهم، وسد احتياجاتهم، وهو واجب شرعي، وحق إنساني، ومسؤولية اجتماعية .
وعلى الأغنياء منا ، والقادرين، نساءً ورجالًا، وأصحاب الشركات والمصانع والبنوك، وأصحاب المؤسسات العاملة في المشاريع الحكومية جميعا، وكل الذين يؤمنون أن الله هو الذي منحهم المال، بفضله وليس بحولهم وقوتهم، أن يبادروا في المساهمة المادية، في البرامج الموجهة لهذه الفئة.
وهنا، لابد أن نعلم، أن الغنى والفقر، والصحة والمرض، والسعادة والحزن، والأمن والخوف، من المتغيرات في حياة البشر، فهي منح الهية متحولة،وليست ثابتة، ويتحكم فيها الله، فيسلبها ممن يريد، ويعطيها لٱخرين، بناء على رؤيته، وليس بسبب ذكائنا، وطريقة تفكيرنا .
ولابد ان نعلم ايضًا، أن من الأركان والدعائم الأساسية، لدوام الخير، وبقاء النعمة ، ونمو المال، الصدقة وبذل المال ، ومساعدة الفئات المحتاجة، مثل أسر السجناء والمعسرين .
ولجنة (تراحم) بمنطقة جازان، تقوم بتنظيم العمل الإنساني، الموجه للسجناء واسرهم، وتشرف عليه، وتنسق الجهود الخيرية، بين المانحين، من الشركات والمؤسسات و الأفراد، لإيصال مساهماتهم، في رعاية هذه الفئة المحتاجة ، وهي فرع مهم، من فروع اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم (تراحم)، التي أنشئت بموجب قرار مجلس الوزراء، رقم (2) وتاريخ 1422/1/1 ه ولها فروع في مناطق المملكة .
ولجنة (تراحم) جازان، تسهم بشكل رائع، وتقدم برامج مساعدات خلاق، ومتنوع وقوي ، ويتميز بفعاليته، وشموله، وتشرف عليها إمارة المنطقة ، و يرأس لجنة تراحم جازان فخريا ، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان، ويرأس فريق العمل فيها إداريا وتنظيميا، الأستاذ علي موسى زعلة، وهو رجل متميز، وإدارى مُخَضْرَمْ ، وأحد مثقفي المنطقة وإعلامييها، وترأس القسم النسائي فيها بالتكليف، د.عائشة شاكر زكري، وهي مشرفة تربوية، وخبيرة في العمل الخيري، ولديهم فريق عمل، على قدر كبير من التأهيل والخبرة والكفاءة ، وعملهم، شفاف ونزيه وموثوق به، وذو مصداقية عالية ، وقد اسهموا في تخفيف معاناة كثير من السجناء، والمفرج عنهم، وأسرهم ، وحققت اللجنة قفزات كبيرة في العمل الخيري، في منطقة جازان، بسبب دعم الدولة، وولاة الأمر، ورعايتها من أصحاب السمو الملكي سمو أمير المنطقة وسمو نائبه، وبمساهمة وعطاء الاوفياء لبلادنا ، والنبلاء والنبيلات من سيدات ورجال الأعمال، والمحسنين الذين مدوا أيادي الخير لوطنهم وأبنائه، وبادروا لذلك، تستمر اللجنة في القيام بواجباتها.
ومازالت لجنة تراحم جازان تحتاج لتبرعات، وشراكات ومنح مالية، أوعينية، لتسد الاحتياجات المتزايدة، لنطاق عملها ،والفئات المحتاجة لرعايتها من الغارمين والمستضعفين، من نساء وأطفال وأسر فقراء السجناء، والمفرج عنهم.
وأتمنى أن تفتح لجنة تراحم، برامج جديدة، تقوم على الشراكات المجتمعية، طويلة ومتوسطة الأجل، مثل كفالة أسرة سجين، وهذه تحتاج إلى دراسة إحتياجات الفرد الواحد، في شهر أو في عام كامل، بما في ذلك، فاتورة الكهرباء والماء، وإيجار السكن، وكل ما يحتاجه ، ومحاولة إيجاد برامج، تقوم على المساهمة الفردية لأبناء المجتمع، مثل كفالة ابن سجين، وأيضًا إيجاد برامج تقوم على السهم الواحد، في سداد ديون الغارمين، مثل أن يكون السهم بألف ريال، وكذلك إقامة برامج لتأهيل أسر السجناء للعمل والإنتاجية، وإكسابهم مهارات يستطيعون بها الإعتماد على أنفسهم، في كسب الرزق، وسداد احتياجاتهم الضرورية، ويحتاج ذلك، لتبني رؤية جديدة، وترقية الأداء ،وإيجاد قواعد بيانات، عبر برامج حاسوبية ، وإحصاءات ودراسات اجتماعية، يتم تحديثها دوريًا ، وبذلك سيمدون جسور عطائِهم، لأكبر شريحة من المحتاجين ، ويسهلون للمانحين، إيصال عطاءاتهم للأسر المحتاجة، بسرعة ويسر وسهولة، ويفتحون آفاقًا جديدة، للراغبين في كفالة أسر السجناء، وسد ديون الغارمين، بطرق سهلة وميسرة ، وهذه البرامج، ستوفر لهم شراكات أكبر، مع رجال الأعمال والمانحين والراغبين في الإحسان، أفرادًا وشركات .
وأتمنى أن يكون هناك أفكار وطرق جديدة، واكثر استدامة، لتطوير وتنمية دخلها السنوي، ،بحيث يوجه جزء من ميزانيتها السنوية لاستثمارات، تتطور وتنمو كل عام، وتعود لها بعوائد مالية، ترتقي بميزانياتها، وتواكب الاحتياجات المتزايدة، لنطاق رعايتها، مثل شراء أرض، وبناء مساكن ومحلات، تؤجر، ويعود ريعها على برامج اللجنة، وأيضا فتح باب التبرع الوقفي، للجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم ، وذلك لمن يريد أن يوقف مبنى سكني، أو محل تجاري، أو قطعة أرض، لصالح اللجنة،
هذه أفكار، اتمنى من اللجنة دراستها ، لأنها من وجهة نظري، ستخلق آفاقا جديدة في برامجها الرعائية، وستوفر لها في المستقبل ميزانيات تغذيها ، وتسهل لها القيام بواجباتها، ويكون تبنيها بشكل متدرج ومدروس ومتوازن ووفق خطط لاتؤثر على عملها اليومي ، فترقيتها سنويًا أفضل بكثير، من الإعتماد الدائم على المبالغ والمنح المقطوعة من المتبرعين أوالمانحين.
وهناك طرق ايجابية، ويكفلها النظام، وتعمل على تحفيز وحث الشركات، والمصانع والمقاولين والتجار، والمؤسسات العاملة قي مشاريع المنطقة، وتقنعهم، بالمبادرة والإسهام بشكل أكثر فعالية، وهي ان تعطي تراحم للجهات المانحة شهادات، تثبت مبادراتهم ومنحهم، وتتضمن قيمة المبلغ الذي تبرعوا به، وعدد الأسر والأفراد الذين كفلوا احتياجاتهم، وعدد المفرج عنهم الذين وفروا لهم العمل، والمبالغ التي سددوها عن الغارمين، كنوع من الاعتراف بمشاركاتهم، في برامج الرعاية الوطنية، في لجنة تراحم، وتسجل رسميا، وتوقع من صاحب السمو أمير المنطقة، (الرئيس الفخري لتراحم جازان) و تشيرالشهادات إلى تميزهم في رعاية برامج اللجنة، وينظر لها اثناء المفاضلة في ترسية المشاريع الجديدة، كنقطة ايجابية للمؤسسة او المقاول، وهي نوع من رد الجميل لهم، واثبات لمبادراتهم وعطاءاتهم الخيرة،
أما الشركاء الدائمون، فيمنحون براءة شراكة، مع تراحم، وهي شهادة اكثر تميزا، وتعطيهم ميزات اكثر، فيدعون لحضور الاجتماعات، والمشاركة فيها، ويستشارون في وضع الخطط، وتوجيه البرامج الرعائية، اعترافا بجهودهم، وشراكتهم، للجنة الوطنية الخيرية لرعاية السجناء والمفرج عنهم واسرهم(تراحم)،
وستزيد بذلك التبرعات والمنح، التي تقدم للجنة، بإذن الله، خصوصا ان هذه اللجنة، وطنية ومن صلب النظام، والثناء والاشادة، عمل إيجابي وخلاق، وقد فطر الله عليه البشر، فيحبونه، وهو جزء من تكوينهم الروحي، ويجعلهم اكثر مبادرة، وفعالية وتجاوبا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشيد بأصحابه، ويشكرهم، فقد قال أمام الناس، لرجل من الصحابه، بذل ماله، ( ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم)، فكم تساوي هذه الكلمات من براءات اعتراف بالتميز، وشهادات شكر بما بذل وقدم، وما مقدارالقيمة الايجابية، والدافعية، والاثر المحفز، الذي شكلته هذه الكلمات، ذلك اليوم، في نفس عثمان، وفي نفوس الاغنياء، وعامة الناس، ولنا في رسول الله أسوة حسنة.
وتصنفها نظريات علم النفس الحديثة، أنها حقوق ومطالب نفسية ضرورية للعقل الباطن في الإنسان تشكل درجة الاستجابة ومسارها ونوعها إيجابا او سلبا .
ولن يطلبها أو يتكلم فيها أي مانح أو مساهم، لكنها ستحدد مسار تجاوبه اللاإرادي، ودرجة دافعيته، ومقدارعطائه ومنحه للبرامج، وستكون حاضرة في خياله، وأمام عينه، كلما تواصلت معه اللجنة، لأي شيء في المستقبل.
وأتمنى ان يبادر كل من يستطيع المساهمة في برامجها، بعمل شراكة معها، لخدمة هذه الفئات، ويجوز شرعا دفع الزكاة لهم.
وفي 18 / جمادى الأولى / 1440 هـ 24 يناير 2019 ( أصدر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان ، الرئيس الفخري للجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم (تراحم)، وجه تعميما لمحافظي المحافظات ورئيس الغرفة التجارية الصناعية؛ لحث رجال الأعمال وفاعلي الخير والمؤسسات والشركات العاملة في المنطقة على المبادرة بدعم اللجنة وتقديم ما لديهم من تبرعات وزكوات؛ لتمكينها من الاستمرار في تنفيذ برامجها الخيرية، الهادفة لتفريج كربات الغارمين وخدمة النزلاء والنزيلات والتخفيف من معاناة أسرهم، وذلك تماشيا مع فتوى مفتي عام المملكة التي تجيز صرف أموال الزكاة لهذه اللجنة؛ لكون الفئات المشمولة برعايتها من الفقراء والمساكين.) .
وختاما لجنة تراحم ولدت من رحم هذا الوطن وموجهة لفئة تستحق الرعاية من بناته وأبنائه ،والمساهمة فيها تجسد انتماءنا، وصدق ولائنا لوطننا ، وتمثل قيم الانسانية، ومبادئ الإسلام ، وتحمل أخلاقيات عظيمة، نزلت بها الاديان، وحملها الرسل الى بني الانسان، وجعلها الله من أعظم صفاته، وهي رحمتنا التي نمدها، لتتسع للآخرين من حولنا ، فهي من نَفَسِ الرحمن، الذي نفخه فينا، يوم أن خلق ابانا ٱدم، و مازالت الى اليوم، تنبض في قلوبنا، والمساهمة فيها، استثمار مضمون، وعقد موثق مع الله، غير قابل للخسارة ،وصفقة رابحة، لن تؤثر فيها تقلبات السوق وركوده ، والله يضمن عقده معنا فهل نثق بوعد الله ونبادر ؟.
————–
للتواصل مع لجنة تراحم جازان
العنوان : امارة منطقة جازان
صندوق البريد : 1054
الهاتف : 0173211383
الفاكس : 0173212453
البريد الإلكتروني :
trahom@jpc.org.sa
وهذا موقع تراحم جازان على الانترنت
http://jpc.org.sa/
وهذا موقع تراحم جازان على تويتر
https://twitter.com/trahom_jazan?lang=ar