أكد استشاريون ومختصون بالتربية الخاصة على أهمية وجود برامج تخصصية وتوعوية تُعنى بحماية التوحديين وغيرهم من ذوي الإعاقة من الإساءات السلوكية سواء كانت عنفا أو تحرشا، حيث أشاروا إلى عدم وجود مناهج ومقررات جامعية تغطي التربية الجنسية رغم أهميتها للطفل والأهل والأخصائيين.
كان ذلك من خلال ندوة معا من أجل التوحد ” التربية الجنسية – الحماية من التحرش الجنسي” والذي نظمتها جمعية أسر التوحد الخيرية بالمنطقة الشرقية مساء يوم أمس بمقر غرفة الشرقية بالدمام تحت رعاية سعادة وكيل أمارة المنطقة الشرقية الدكتور خالد بن محمد البتال وبحضور مدير عام فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الأستاذ عبدالرحمن بن فهد المقبل.
وقد تناولت الندوة والتي شارك بها كلا من الدكتور عادل السرطاوي، الدكتور صالح الشمراني ، الأستاذ خالد الروقي والمحامي خالد آل راكان وأدارها الإعلامي فلاح الهاجري، عددا من المحاور وأهمها:
التعرف على مفهوم التوحد والإشكاليات التي تواجه الأسر عند إكتشاف طفل توحدي بالأسرة، ومدى أهمية الإرشاد الأسري والنفسي لتهيئة الأبوين بكيفية التعامل مع الجوانب النمائية في مرحلة البلوغ والمراهقة للطفل التوحدي، وكذلك تدريبهم على المفاهيم والأساليب المناسبة للتعرف على أعراض التحرش الجنسي وكيفية التصرف والتعامل في تلك الحالات، كما تمت الإشارة إلى كيفية إعادة تأهيل الطفل التوحدي والأسرة بالإضافة إلى الجوانب القانونية في الإجراءات والعقوبات.
من جانبه أكد الدكتور عادل السرطاوي على أهمية وجود برامج توعوية تخص التربية الجنسية
لعدم احتواء المناهج الجامعية على مقررات تغطي هذا الجانب المهم للطفل والأهل والاخصائيين.
وأشار الدكتور السرطاوي على أهمية تدريب الأهل على أساليب الوقاية من التحرش الجنسي وكيفية تدريب الطفل عليها، وأضاف هناك كثير من المشاكل تواجه التوحديين التي تشير التقديرات إلى وجود حوالي 9000 توحدي في المنطقة الشرقية بينما في المملكة ما يقارب 120 الف، ومن أهم تلك المشاكل نقص الأخصائيين في هذا المجال وكذلك نقص التوعية في المجتمع ودور الإعلام في التركيز على قضايا التوحد ومنها التربية الجنسية والتحرش الجنسي.
كما أوضح الدكتور صالح الشمراني أن أهمية عنوان الندوة تكمن بعلاقته بالجوانب الأربعة الأساسية التالية (الشرعية – التربوية النفسية – الاجتماعية – الصحية) والتي ترتبط بمراحل النمو للطفل التوحدي.
وأضاف هناك علامات قد تظهر على أن الطفل التوحدي تعرض للتحرش الجنسي ومنها علامات جسدية ونفسية وتحصيلية، وأشار الدكتور الشمراني لدور المرشد النفسي في إعادة تأهيل الأسرة عند تعرض طفلها للتحرش الجنسي حيث يساهم في محاولة إعادة التوازن النفسي للأسرة من خلال الجلسات الإرشادية والنفسية، ووضع خطة طويلة المدى لتأهيل الأسرة والطفل للاندماج في المجتمع.
من جانبها قالت مديرة ومشرفة جمعية أسرة التوحد بالمنطقة الشرقية جاوده الخاروف: في يوم التوحد العالمي نشكر كل من ساهم بإنجاح هذه الندوة التي كان هدفها النهوض بمستوى أسر التوحد عن طريق توعيتهم وتوفير العلاج المناسب والجلسات الفعالة والضرورية لتأهيل الإنسان التوحدي وتوفير برامج سلوكية ونفسية وذهنية تساعده على التأقلم مع مجتمعه وتمنحه فرصة العيش الكريم حتى لايكون عاله، لأن الانسان التوحدي مثله كغيره له حقوق وعليه واجبات لذلك يجب متابعته في كل مرحلة عمريه بحياته، وأضافت أما الجزء الأهم هو الاستمرارية بخدمتهم بعد وصولهم سن البلوغ وذلك بتدريبهم على مهن تناسب مستواهم العقلي وتوفير مدارس وبرامج تعليمية وتثقيفية وترفيهية والإهتمام بالأسر الذين يسكنون في المناطق والقرى النائية.