مما يلفت الانتباه في الآونة الأخيرة العبث واللامبالاة وعدم احترام المنشآت العامة وبشكل يدعو إلى التساؤل، فإن سارت الأمور كما يجب مع هذا المقاول فلن تفلت من يد هذا العاشق.
وكأن ذلك السور يكاد لا يتوقف طلاؤه على مدار العام، وما إن ينتهي العمل إلا ويأتي هذا العاشق المتيم معاتبا معشوقته (الصد والهجران ماهو بطبعي) صدقت يا بني، طبعك أكثر تهورا ورداءة من معشوقتك الذي لو علم ولي أمرها بهذه المخطوطة الجدارية لأرسلك إلى أقرب طبيب نفسي للتأكد من صحتك وقواك العقلية.
ولو علمت تلك المحبوبة (لمسحتك) من عقلها وقلبها وجعلت من مزهرية منزلهم حبيبا مستقبليا لها.
(إن كنت ما تفهم عساك) هذا آخر يناجي عديم الفهم ولكن على الأسوار لعلها تفهم ويفهم هو بأنّ ذلك صعب جدا طالما رسالته لن تصل إلا عبر هذه الوسيلة الحجرية.
(يا راحلة وشفيك انتظري شوي) يجب أن ترحل بل عليها أن تقوم بذلك ولكن هل تساءلت لماذا؟ الجدار سيجيبك.
(خرافة الجن من وحيك) هذا كان اعتقاد خاطئ بالنسبة للبعض إلى أن رأينا أشباها لهم بيننا.
(نذاكر نذاكر وبعدين) صدقني لو قرأت سطرين فقط في حياتك لما كان هذا مكانا لشكواك.
وهذا مثال فقط لعديد من الممارسات الخاطئة مع منشآتنا العامة.
في الركن الصغير من كل هذا العبث هو جمال بعض العبارات ورشاقتها فقد تكون عنوانا جميل ومدخلا أجمل لأشياء أخرى.
الآن أنا اسأل لماذا بعض شبابنا لم يجد متنفسا له غير ذلك السور الحجر الأصم يبث له الشكوى.
في الماضي قد نجد له مبررا فهو يريد أن تصل رسالته إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس ولكن الآن يستطيع أن يرسلها ويشاهدها رجل في الصين وسيدة على شواطئ هاواي.
اترك ذلك لأصحاب الشأن للإجابة.
(من العايدين لو كنتوا بعيدين)
ومضة:
الفرق بيننا؛ أقول ما أريد وأمضي وأنت تقول ما تريد وتنتظر.
- للكاتب : عائض الأحمد