عندما تسمع أو تشاهد بعض منسوبي القطاعات العامة، يتسلل إليك شعور بأنَّ هذه المنشآت تعمل وفق نظام عالمي لا يعيبه إلا مستخدموه، وسوء فهمهم لمفهوم الإدارة الحديثة ونظرياتها التي تدرسها أرقى جامعات العالم، وتطبقها الدول الصناعية وغير الصناعية، بل وربما الأقل شأنًا من ذلك.
قد تجد مؤسسة متوسطة تعمل بذات النظام دون عناء، أو مصطلحات تفيض بها أسماعنا ويتشدق بها منظرو الإعلام؛ حتى وقعنا صيدًا، لتسأل أحدهم (أجزم وبعض الجزم) لا داعي له بأنّه يردد ماسمعه، دون أن يُدرك معنى له، أو يفهم المراد من ذكره، أو الاستشهاد به.
وليس أبلغ من ذلك حديث أحدهم عن الحوكمة وأخذ يرددها فتمنيته صمت.
ليس عيبًا أن تجهل شيئًا ما.. العيب والمعيب أن تظهر في وسائل الإعلام وأنت تكرر نفس الأخطاء، وتظن بأن التشدق بالمصطلحات الإدارية يجعل منك شخصًا آخر، أو إداريًّا ناجحًا، أو مؤسسة يشار لها بالبنان، وعليه اسمح لنا أن نقول جانبك الصواب.
نسيت أن أذكرك بأن الحوكمة عبارة عن قوانين تهدف إلى أداء أفضل بجودة أعلى وشفافية مطلقة، ليس بالضرورة أن تتمتع بها أثناء استضافتك أو ظهورك الإعلامي، ولكن كان عليك أن تتقبل جهلك بها.
هل تعلم بأنك ممن يفسد الذوق العام؟
الإعلام ليس للظهور، ولا لمُحبي الشهرة وبائعي الكذب. هرمنا ونحن نردد أنه رسالة تصل لمنازلنا فعلينا اختيار المتحدث في تخصصه وليس هذا (الكشكول) المزعج، وسلملي على الحوكمة.
يكذب ثم يكذب حتى يعتقد أنه الصادق الوحيد، كل هذا لأنه يجد من يصفق له من العامة وأصحاب الهوى.
هذا الإعلامي الجهبذ نسف كل ما هو جميل في الإعلام، وجعله حربًا وخرابًا.. فمن أين لك يا ضارب الرق كل هذا؟
ومضة:
المتحدثون كثر والمؤثر واحد.
للكاتب : عائض الأحمد