أختار الله بلادنا لتكون مهوى أفئدة المسلمين من كل أصقاع المعمورة ففي كل عام تستقبل بلادنا ضيوف الرحمن بأعداد تتجاوز المليوني حاج في مساحة محددة لأداء فريضة الحج في زمن محدد ، ونشاهد اهتمام الدولة -وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ، وكل المسؤولين و الجهات الحكومية بدون استثناء – براحة وسلامة الحجاج وتقديم أفضل الخدمات فالجميع يؤدي واجبه وهو يشعر بشرف هذه الخدمة، تعظيما لله وخدمة لضيوفه، وقد لاحظنا تسابق الجميع في تقديم هذه الخدمات بسعادة وحب ، ومع كل هذه الجهود المميزة من المسؤولين وكل المشاركين في موسم الحج التي أدهشت العالم إلا أنني أرى إمكانية مساهمة جميع المواطنين بلا استثناءفي زيادة نجاح موسم الحج ، وذلك من خلال عقد النية الصادقة للمساهمة في نجاح الحج حسب المتاح والممكن ومن ذلك ، الدعاء الصادق بأن يوفق الله جميع القائمين على أمور الحج وأن يسهل وييسر على الحجاج حجهم ، وكذلك الدعم والتحفيز الإعلامي للخدمات الجبارة التي سخرتها الدولة حفظها الله والجهود المميزة التي يبذلها رجال الأمن والكشافة ورجال الصحة وكافة الجهات الخدمية وإبرازها والاحتفاء بها ، فالرسالة الإعلامية الذكية لها التأثير الإيجابي الكبير في الداخل والخارج ، وكذلك التوقف عن نشر وتداول الإشاعات المغرضة التي تتعرض لها بلادنا وخاصة مع موسم الحج ، ونبينا صلى الله عليه وسلم حذرنا من ترويج الشائعات فقال: «بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَموا»وقال صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ».
ومن جوانب الدعم كذلك ، الالتزام بالتعليمات وعدم مخالفتها مثل( الحج بدون تصريح ، والإفتراش ) ، فهذا يدعم خطط الحج ويسهم في نجاحها ، كذلك التعاون مع الجهات الأمنية وإبلاغها عن أي مخالفة قد تخل بأمن الحج أو نظامه العام ، إننا جميعا نستطيع المساهمة في نجاح موسم الحج عندما نستشعر المسؤولية العظيمة تجاه هذا الوطن العظيم، وفي نفس الوقت لا نستصغر مانقوم به من جهد مهما كان، وقد قيل ( لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى ) .
وهذه دعوة لكل مواطن ومواطنة أن يسهم كل واحد بما يستطيع في إنجاح موسم الحج كل فيما يخصه ومن موقعه وحسب إمكاناته المتاحة حبا وشوقا لرفعة هذا الوطن العظيم ولنتمثل ماقاله القصيبي رحمه الله .
قلبي توزع في أرجائه قطعا
يسوقها الشوق لايبقي ولا يذر .