تكثف الهيئة الملكية لمحافظة العلا، استعداداتها لاستقبال زوار العلا في شهر أكتوبر المقبل 2020م، واكتشاف تلك المنطقة التاريخية، حيث تواصل الهيئة عملها في تطوير العلا وتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية، وتنفذ منذ عام 2017م، استراتيجية السياحة المسؤولة والمحافِظة على البيئة لجعل العلا وجهة حضارية وثقافية رائدة دولياً.
وسيتمكن زوار العلا مع إعادة افتتاح المنطقة للزيارة مجدداً، من دخول المواقع الأثرية الأساسية، والمشاركة في جولات سياحية منوعة والمغامرات المختلفة، حيث تعد العلا متحفاً مفتوحاً في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وتتضمن أول موقع تراثي عالمي لليونسكو في المملكة.
وسيحظى زوار العلا بتجربة فريدة من نوعها، وبتجارب إقامة مميزة في الفنادق، وبالطبيعة الهادئة والتضاريس الساحرة، وبالأنشطة الصحراوية المختلفة، علاوة على الاستمتاع بتجربة بيئية مميزة في مزرعة الأميرة نورة، مع توفير خيارات مختلفة لمحبي تناول الطعام، وفتح المجال لسياحة الأعمال، من خلال إعادة افتتاح معرض مرايا.
يذكر أن بعض زوار مهرجان شتاء طنطورة، أتيحت لهم فرصة زيارة المواقع الأثرية خلال العامين الأولين من المهرجان، والآن وللمرة الأولى ستكون زيارة معالم المنطقة ذات الأهمية التاريخية والثقافية مسموحة على مدار السنة لكل من يرغب في اكتشاف الحضارة الإنسانية التي ازدهرت في هذه الأرض قبل 250,000 عام.
وقال السيد فيليب جونز، رئيس التسويق لإدارة الوجهات السياحية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا: “مع انتعاش قطاع السفر سيلجأ سكان المملكة إلى السفر الداخلي بلا شك، وسيتمكن المقيمون في السعودية من اكتشاف الجمال الطبيعي والعظمة التاريخية التي تحملها هذه الأرض قبل الجميع.”
وتحظى العلا ببنية تحتية مميزة، خصوصا في مجال الإقامة، حيث تتوفر الفنادق التي تلبي رغبات الزوار، ويتميز كل فندق عن الآخر بتقديمه تجربة فاخرة لا مثيل لها، ومن المتوقع ارتفاع عدد الغرف السكنية في العلا تدريجياً إلى 9400 غرفة بحلول عام 2035م.
وسيتاح للزوار استكشاف المواقع الأربعة البارزة في العلا، وأولها موقع الحِجر ، وهو موقع تراثي عالمي لليونسكو منذ عام 2008، ثم دادان التي تعتبر من أكثر المدن تطوراً في الجزيرة العربية من فترة الألفية الأولى قبل الميلاد. أما الموقع الثالث فهو جبل عكمة أو المكتبة اللحيانية، وفيه آثار معتقدات وطقوس وعادات مختلفة كان يمارسها سكان المنطقة قديماً في حياتهم اليومية، وأخيرا البلدة القديمة التي كانت بحصونها العتيقة في مفترق طرق الحضارات منذ القرن الثاني عشر ميلادي.
ولن تقتصر تجربة الزوار على زيارة تلك المواقع، حيث تنتظرهم في العلا مغامرات وتجارب مميزة، وسيشاركون في جولات سياحية عبر المنطقة مع “الراوي” وهو مرشد محلي معتمد، أو من غير مرشد لمن أراد التعمق والاستجمام في الطبيعة الخلابة.
ويقول السيد جونز في هذا الصدد: “نحن نعمل على تطوير تجارب ضوئية هائلة تتجانس مع سحر التضاريس وهدوء الطبيعة، أحدها هي مراقبة النجوم في سماء الصحراء المظلمة، وهي عادة كانت سبباً في القفزات الحضارية في العلوم والأديان والفلسفة والفن والأدب لآلاف السنين.”
كما توفر العلا لعشاق المغامرة الأنشطة الصحراوية المختلفة، مثل التجول بدراجات الدفع الرباعي، والتحليق فوق فوهات البراكين والمقابر في حرَّة خيبر.
وتتيح الهيئة الملكية لمحافظة العلا للزوار الاستمتاع بتجربة بيئية مميزة، في مزرعة الأميرة نورة بالقرب من الحِجر، حيث تحتضن المزرعة تشكيلة منوعة من الحيوانات والنباتات الفريدة من نوعها.
وإضافة إلى ذلك، تعود الحديقة الشتوية التي احتضنت مهرجان شتاء طنطورة مسبقاً لتكون معلماً ثابتاً تتواجد فيه عربات الطعام وتعرض فيه التحف واللوحات الفنية في الهواء الطلق.
ولن تقتصر تجربة الزوار على مشاهدة المعالم المختلفة في المنطقة فقط، حيث يمكنهم الاسترخاء في الواحة الباردة تحت ظلال نخيلها والتجول في أرجائها المعطرة برائحة التمر والبرتقال والنعناع الطازج.
ولأن المطاعم تبقى وجهات لا بد منها للزائر في أي مكان، مهما كان نوع الرحلة أو الغرض منها، فإن الهيئة الملكية وفرت خيارات مختلفة لمحبي تناول الطعام، وتشمل تلك الخيارات عدة مطاعم محلية تستعمل المكونات الطازجة من مزارع المنطقة.
واهتمت الهيئة بسوق سياحة الأعمال، من خلال إعادة افتتاح معرض مرايا في شهر ديسمبر 2020، حيث يعد المعرض أعجوبة معمارية تُستخدم لمختلف الأحداث، وبطاقة استيعابية تصل إلى 500 كرسي مع تغطيته لمساحة 10,000 متر مربع.
ووصف السيد جونز في ختام تصريحه، زيارة العلا بأنها: “زيارة فريدة من نوعها لكل من يزورها، حيث تتميز بمساحاتها الواسعة والممتدة، وبأسرارها وتاريخها وبجمال طبيعتها الخلابة”.