رحمك الله ياوالدي …
رغم أنك كنت عسكريًا صلبًا
إلا أنك كُنت تملِكُ من الحبِ والرومانسيةِ الجياشةِ لأمي ولنا مالا يستطيعُ التعبيرَ عنه رجالَ اليوم.
كُنتَ في داخلِك ذلك البدوي الأصيل الذي لا يتوانى عن التعبيرِ في كل زمانٍ ومكانٍ عن حبِهِ لها، كُنتَ كثيرًا ما تمازحُها وتأنسُ بها وتأنسُ بك، ولا تسمحُ لأحدٍ بالتعدي عليها ولو بمزحةٍ بسيطة.
رغم أنّك توفيت وقد تجاوز عمرك المئة عام.
كُنتَ تطلُبُ منها أن تأتي لتحتضنك وتقتربَ منك وتداعبَك على مرأى منّا فتعلمْنا الكثيرَ منكما.
كم عِشنا معك الحبَ الزوجي الصادقَ الحنون.
ورحلتَ وأنتَ تمتلكُ جميعَ أركانِها بالحب بل العشقَ الأصيلَ الراقي.
تهيمُ بِكَ وتفعلُ ما يُرضيك حتى بعدَ وفاتك.
أحبتي …
الحبُ بين الزوجين موجودٌ
ولكن كلٌ يعبِّرُ عنْهُ بطريقتِه الخاصة.
لذا .. تعودوا التعبيرَ عن جميلِ مشاعرِكم تجاهَ بعضِكم البعض، ولا تأخذْكم العزةُ والكبرياءُ لكبتِها.
أيُّها الرجلُ..
ستزدادُ رجولتك اكتمالاً بتعبيرك عن مشاعرِك.
أيُّتها الأنثى..
ستزدادين أنوثةً بإظهارِك حُبَك لشريكِ حياتك..
رحِمَ اللهُ والدي العاشق
الذي عاشَ عاشقًا لأمي
وماتَ وعشقَهُ مستَمِرًا معه.
ورحِمَك اللهُ يا أمي التي تدثرتِ بعشقِه، ورحلتِ بحثًا عنه.
رحم الله آباءنا وأمهاتنا الأوفياء.
إلى جنّاتِ الخُلدِ يا أبا عبدالله ويا أمَ عبدالله.