الأسره هي اول لبنه في بناء المجتمع وتختلف الاسره في تكوينهامن مجتمع الي مجتمع آخر ومن ثقافة الي ثقافة اخرى وكذلك يختلف دورها وماهو منوط بها حسب الثقافات والعادات والقوانين وفي مجمل القول فالاسرة كالسفينة المبحره في غماروخضم ومجاهل المحيطات لابد لها من ربان وقائد ذو مهارة وحنكة ودراية في الدروب والمسالك البحريه التي عادة ماتكون سليمة من العوائق والاخطار لتنجو السفينه ومن فيها وتصل شاطئ النجاة ومرسى الأمان ، فياليت شعري يكون لكل أسرة قائد وربان كهذا ليصل بها الى بر الأمان بحكمة وحنكةوكما هو معلوم بأن للاسرة عناصر رئيسه وعناصر ثانويه فالرئيسه تتمثل بالاب والام وهما القائدان قائدرئس وهو الاب ومساعد قائد وهي الأم وبقية الاسره عناصر ثانويه متلقيه عادة من القائدين يتلقون التعليمات والارشادات والتوجيهات لتسير الاسره على نهج سليم ومتقن ولاشك بأن هناك اختلاف في المهام بين القائد ومساعده ، للقائد السلطة التشريعيه وما كان مهماً وصعباً من السلطة التنفيذيه هذا في الغالب وليس في كل الاحوال أما ماخف من السلطة التنفيذيه فلمساعد القايد، هذه قاعده ولكل قاعدة شواذ وفي حال الخروج عن القاعده فربما يكون الخطب جسيماً والنتيجة فتاكه خصوصاً في حال الخلاف بينهما على الصلاحيات ومحاولة المساعد تولي سلطات تشريعيه لايحسن التعامل معها فمن المسّلم به بأن هناك اختلاف في القدرات وفي تمييز الأمور بين الاثنين فالغالب يكون القايد أبعد نظر وأكثر تنبؤ بالنتائج والعكس صحيح عند المساعد الذي تدفعه نظرته القريبه وعدم الاكتراث بالنتائج طالما نفذ مايحلو له ويرضى غريزته التي تتمثل برغبته بالطاعة العمياء لكل من يراهم تحت يده حتى ولو جانب الصواب وربما خالف الشرع والعادات والتقاليد والأخلاق الحسنه، ليس هذا من باب التعميم فهناك من الأمهات من تتفوق على الاباء في كثير من الامور ولكن في الواقع حصل ويحصل مثل هذا وفي حال انعدام القياده والحكمه في تدارك الخلل ممن يفترض بأن بيده زمام الامور فقد تغرق الاسره بمن فيها ويندم الجميع في وقت لاينفع فيه الندم .
مطالب الأب كقائد برسم خطوط عريضه لنهج التربية والإصلاح والتنفيذ ولو كان عن بعد وعدم الشطط في ذلك ومراقبة التنفيذ والتجاوز عن الخروج عن الخط اذا كان ليس لهذا الخروج ضرر على افراد وسمعة الاسره مع التنبيه لعدم التكرار حتى لايقتدي به بقية افراد الاسره
وأحتراماً لمكانة الأب القيّم على الاسره والمسؤول الأول عنها سكناًونفقةً وتنشئةً وتربيةً وتعليماً أليس هو من يعمل طوال عمره بلا كلل ولا ملل ولاتضجر لاجل اسعاد هذه الاسره وجعلها في مصاف الأسر التي يشار إليها بالبنان ديناً وعلماً وخلقاً ومكانةً وهذا لاشك يسعده كثيراً أن يرى نتاج عمله وجهده طبقاً لما خطط له وعمل من أجله .
ومن باب قول الحق فالأم مدرسة اذا اعددتها أعددت شعباً طيب الاعراق كما قيل فالأم لها الأثر الكبير في صلاح الاسره وتميزها ولم شملها وتقريب وجهات النظر وحل المشكلات الداخليه دون وصولها للأب الذي ربما وصولها له يطور المشكله لكون الرجل غالباً مايكون حازماً وهذا يتطلب من الأم ان تكون عادلة ومنصفه
في التعامل مع جميع افراد الاسره دون تمييز احد على احد لكون اي تمييز سوف يكون هدماً لبناء الاسره وتفكيكاً لمكوناتها ولابد ان تكون الأم قدوة للاسره كماهو الأب في التعامل مع الاخرين في محيط الاسره القريب والبعيد ومع المجتمع فالقدوة الحسنه أهم عناصر التربيه لخلق حياة مثالية للاسره والمجتمع .
وديننا الاسلامي الحنيف أهتم بالاسره وجعلها كالرعيه
التي لابد أن يكون لها راعي والا تعرضت للآفات فالاب راع ومسؤول عن رعيته والأم راعية ومسؤلة عن رعيتها
كل حسب حدود رعايته وحسب قدراته التي جبله الله تعالى عليها .
أصلح الله تعالى لنا ولمن يقرأ أهلينا وذرارينا واسرنا وأصلح أحوال المسلمين وأعز الله الاسلام وأهله والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج السبت ١٤٤٢/٤/٢٧للهجره
المشاهدات : 33174
التعليقات: 0