البر هو مجموعة من الافعال والصفاة كالإحسان والصدق والعطف والرحمه والبذل والعطاء والحب وغيرهامما يتعامل به الإنسان مع الناس ولما كان الوالدان هم أعز الناس وأهم الناس وأحق الناس كان أبر البر برهما كما جاء في محكم التنزيل وفي الأحاديث النبوية الشريفه .
قال الله تعالى (وقضى ربك الا تعبدوا الا إياه وبالوالدين إحسانا) وقد قرن سبحانه الاحسان بالوالدين بتوحيده بالعباده ونهى عن كل مايثيرهما ويغضبهما قولاً وفعلاً
قال تعالى(إما يبلغن عندك الكبر أحدهما او كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولاً كريما وأخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا) آيات محكمات في التذلل والخضوع والاحترام ومدارات الشعور حتى ولو بحرف واحد (اف) أو نظرة غير حانيه وعطوفه ، ووصى البر الرحيم الإنسان بوالديه في آيات كريمات عديده قال تعالى(ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) وقال سبحانه(ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) وقال تعالى(وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لاتعبدون الا الله وبالوالدين احسنا وذي القربى واليتامى والمسكين وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلاة وأتوا الزكاة) الله أكبر ما أعظم حق الوالدين عند الله تعالى وحق ذوي القربى فقد جاء الحث على حقهم والاحسان أليهم بعد التوحيد وقبل الصلاة والزكاة فهل أعظم من ذلك شيئاً ياترى ومع عظم هذه الايات الكريمات وآيات أخرى في نفس الموضوع فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على بر الوالدين والاحسان اليهما وصلة الرحم والاحسان إلى اليتامى والمساكين ، فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث عبدالله بن مسعود رضى الله عنه عند السؤال عن أي الأعمال احب إلى الله تعالى قال الصلاة على وقتها قيل ثم اي قال بر الوالدين قيل ثم اى قال الجهاد في سبيل الله ، وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما جاء رجل الي النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد قال أحي والداك قال نعم قال ففيهما فجاهد .
والأحاديث الشريفه كثيرة في تعظيم شأن الوالدين والحث على برهما في حياتهما وبعد مماتهما ففي حديث مالك بن ربيعه الساعدي رضي الله عنه قال بينما كنا جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذاجاء رجل من بني سلمه فقال يارسول الله هل بقي من بر ابوي شيء ابرهما به بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وصلة الرحم التي لاتوصل الا بهما وانفاذ عدهما من بعدها وإكرام صديقهما .
فهل ياترى بعد هذا كله قد برينا بوالدينا حقاً وصدقاً أم اننا بين جافي وقاطع ومرائي ومخادع فهناك من يعتبر ابويه كسائر البشر بالسلام والصله والعطاءوالسؤال والاتصال بل علاقته بزوجته واطفاله أكبر بكثير من صلته بوالديه وعلاقته بهماوربما تجاوز الأمر ذلك بالرد على سلامها واتصالهما بغلظه او عدم اهتمام واتجاهل الرد عليهما خوفاً من ان يطلبا منه خدمة اومالاً فماذا يقال بهذا ، وأخر مراوغ ومخادع يعطيهما من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنهما كما يروغ الثعلب وذلك بإبداء الاهتمام بهما ظاهرياً وتقبيل خديمها وجبينيهما
وكفيهما وقدميهما ولكنه عند أي موقف لايروق له ينقلب الي أسد هصور ضد والديه اوأقاربه او أقارب والديه ، وصنف أخر من الأبناء يعامل والديه كأبعد الاقارب في الصلة والسلام والاتصال والعطاء ثم اذا حدث خلاف ولو على أتفه الأسباب قاطعهما وكأنه يقاطع يهودياً اونصرانياً اومشركاً هذا عن الوالدين فمابالكم بالاقارب وذوي ود الاب وذوي ود الأم الذين صلتهم من بر الوالدين .
لن اتطرق للبار بوالديه حق البر وأصدقه في هذا الزمان
لأنني لا أعلم أحداً بهذا المقام الا من رحم الله ولا أعلم عنه شيئاً .
اللهم ربنا ومولانا أهدنا لأحسن الأعمال والاخلاق وجعلنا من الكرام البرره وأغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وأقاربنا واصدقاءنا وذوي ارحامنا واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولامضلين ولاتخزنا يوم يبعثون يوم لاينفع مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/٥/٢ للهجره
المشاهدات : 38257
التعليقات: 0