الأم ذلك المخلوق الجميل والكائن الرائع والاسم الكبير هي الحنان والدفء المحسوس والدر الملموس وهي الرؤوم الحانيه هي السكن الواسع الظليل والمأوى الآمن هي الماء السلسبيل هي الرابط الأسرى المتين هي فرع الاصلين وارق الابوين وأحن الوالدين صنو الأب ومعينه وصاحبته وخدينه هما على خط متوازي في الرعاية والعناية والتربيه الا إنها كابدت وعانت بسببك من الوحم ومن الحمل ومن الولاده والارضاع تسهر لتنام انت وتمرض لتشفى انت وتجوع لتشبع انت وتشقى لتسعد انت تتمنى لك التوفيق والسعاده والعزة والرفعه وتسعى لذلك بما تستطيع، بنظرها أنت أجمل انسان ترى فيك مالا يراه أحد غيرها صوابك محمود وخطأك مجحود ، أنت الغايه المنشوده والامنيه التي تحققت بعدما كانت مفقوده ، حبها لك وعطفها وخوفها عليك يخفي تقصيرك فلا ينسيك هذا الإخفاء نفسك فتتمادى بالتقصير حتى تدخل من باب العقوق المهلك لانها لن تلومك في تقصيرك ولن تحسسك بأنك مقصر غالباً ولن تذكره لأحد ، لذلك عليك ملاحظة واكتشاف نفسك وجوانب التقصير والهفوات وإياك إياك أن تجعلها تظن او تشك بأن أحداً أخذك منها سواءً عمل أو زوجه او ابناء او أياً كان فأنت في نظرهاً جنينها وطفلها المدلل مهما بلغت من العمر ، سلوكها نحوك معروف اذا حضرت فرحت بجيتك واذاغبت اشتاقت لرؤيتك ، تراك معينها الذي لاينضب وبستانها الوارف الظلال قطوفك دانية لها كما هو حدسها فلاتخيب ظنها فيك أجعل يدك ممدودة لها ولا تجعلها مغلولة الي عنقك فهي الأحق بالبروالوصل كالأب او أحق ، لاتنتظر حاجتها او طلبها وتوسلها بل ضع بيدها من غير أن تمدها فمبادرتك بالعطاء تسعدها وتسرها وتبعث الأمل في نفسها تزهو بعطائك وتتغنى بأجمل صفاتك ، ارها منك الحب والخضوع المباح والتذلل وخفض الجناح ولاتجادلها ولا يعلو صوتك على صوتها فتقع في المحذور ،اجعل رأيها صائباً حتى ولولم يكن كذلك ، وكلامها صدقاً حتى ولوجانبه الصواب، فلن تخسر شيئاً ، لاتذكر عندها من تحب بماتكره أياً كان أب او اخ اواخت اوابن اوبنت ، حسسها بأنك صديق للجميع وإن علاقاتك بالجميع قوية ومتينه بفضل تربيتها ورعايتها وتوجيهاتها الصائبه ، ولايضيرك كونها أماً مخصصه أوكامله ، فهي أمك على كل حال سواء كانت هذه اوتلك ، ولبيان الفرق بينهما ، فالام المخصصه هي التي تخص أحد الأبناء بالتفضيل على أخوته وتظهر ذلك أمامهم قولاً وفعلاً ، وتثني عليه بمافيه اوماليس فيه جهلاً منها بتأثير ذلك على النفوس والعلاقات الاسريه حاضراً ومستقبلاً .
والأم الكامله هي أم الجميع من أبنائها وبناتها ومن حولها من أقارب لها اولأبنائها أولزوجها ولاتظهر غير ذلك حتى ولو رأت ماتكره من أحدهم اوبعضهم فهي التي تنشد الألفة والمحبه والوصل بين الجميع وتعمل لذلك فهي الراعيه والجامعه والمؤلفة والكامله هكذا خُلقت ، أو تخلّقت بهذا الخلق تقرباًلله تعالى رجاء مغفرته وعفوه ورضاه وجنته ورجاء صلاح بيتها وتعميره بجمع شمل الاسره جميعها على الدين والوفاء والتواصل المحمود العواقب في الدنيا والآخره .
وأعود واقول يجب الا يؤثر هذا التصنيف على أحترام الأم وبرها ووصلها فهي أمك مهما كان سلوكها وتعاملها
معك أو مع غيرك فلايلزمك إصلاحها الا بالمعروف والنصح ان أمكن بما لايحسسها بالنقص أوقلة المعرفه بل من باب التذكير والتنوير وبأحترام جميل .
هدى الله الجميع للبر والتقوى ومن العمل مايرضى
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/٦/٩للهجره
المشاهدات : 39116
التعليقات: 0