الحياء نور بالوجه ورقة وسماحه ووضاءه وهو نوعان الأول فطري ملازم للانسان ومجبول عليه والنوع الاخر حياء مكتسب يروض الإنسان نفسه عليه تقرباً الي الله تعالى واستحضاراً لعظمته واكتساباً من صفات الاخرين الذين يتصفون بحياء ظاهر وجلي غير مصطنع لغرض ما والحياء حشمة وحلية وزينه يمنع من القبح ويقي من الزلل ويجنب الشرور وعظائم الامور و الآفات والفجور والحياء مادة لحياة القلب فقلب ليس فيه حياء شبيه بقلب لاينبض بالحياه والحياء يذهب ويُنتزع بالمعاصي عقوبة من الله تعالى ويعود طوعاً بترك المعاصي والذنوب والتوبة النصوح منها والذي لايستحي يكون بذيء وقح ذو اخلاق مرتبكه غير سويه يحرج بها الناس من قريب وبعيد ويتخطى بها كل الاعراف والتقاليد ولاشك ان انعدام الحياء من البلاده والانفلات والذي لايستحي يكون في صراع مع نفسه الأماره بالسوء فيختلط عليه القبيح بالصحيح فلايستطيع الفكاك من الافعال والاقوال السيئه لانسلاخ نفسه من زينتها وخطامها فلا تزن بميزان العدل الذاتي ماتفعله من قبيح يبيح لها مايبيح من سيء الأعمال والاقوال ، والحياء من الصفات والخصال الكريمه التي ورد ذكرها بالقرآن الكريم قال الله تعالى (إن ذلكم كان يوذي النبي فيستحيي منكم والله لايستحيي من الحق) وقال تعالى (إن الله لايستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها) وقال تعالى (فجاءته أحدهما تمشي على استحياء) الآيات ومن أقوال النبي صلى عليه وسلم في الحياء قوله الحياء لايأتي الا بخير وقوله الحياء شعبة من الإيمان، وقوله صلى الله عليه وسلم استحيوا من الله حق الحياء قالو انا نستحيي قال ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء ان تحفظ الرأس وماوعى والبطن وما حوى ولتذكر الموت والبلاء ومن اراد الاخره ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحياءمن الله حق الحياء وقال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي طلب منه أن يوصيه قال أوصيك ان تستحيي من الله كما تستحيي من رجل من صالحي قومك وقال عليه السلام اذالم تستح فاصنع ماشئت .
ويقول الشاعر العربي :
إذا لم تخشى عاقبة الليالي
ولم تستحي فافعل ماتشاءُ
فلا والله مافي العيش خير
ولا الدنيا اذا ذهب الحياءُ
يعيش المرءُ ما استحيابخير ٍ
ويبقى العود ما بقى اللحاءُ
وقال أخر :
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه
فلاخير في وجه ٍ اذا قل ماؤه
حياؤك فاحفظه عليك فإنما
يدل على فضل الكريم حياؤه
وقال الشاعر :
أجامل اقواما حياء وقد ارى
صدورهم تغلى على مراضها
ومما قيل في الحياء :
قيل أن أنواعه نوعان نفساني وهو الذي خلقه الله في
النفوس كلها كالحياء من كشف العوره وإيماني يمتنع فيه عن المعاصي وقاراً وخوفاً من الله تعالى .
والمرء اذا اشتد حياؤه صان ودفن مساوئه ونشر محاسنه وفي مجمل القول ان الحياء زينة المؤمن
ولا إيمان لمن لاحياء له وهو حرز للنفس يجنبهاالقبيح
من الاعمال والاقوال ويمنعها من التقصير في حق كل ذي الحق ، يقول الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى الحياء خلق كريم قلبي يمنع صاحبه من الخصال الذميمه والاخلاق المنحرفه ويحمله على مكارم الاخلاق
ومحاسن الأعمال انتهى كلامه .
وقدوتنا في كل خلق كريم هونبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان أشد الناس حياءً وفي حديث ابي سعيد الخدري رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها .
وكان أشد حياءه من ربه تعالى فقد قال عندما قال له موسى عليه السلام ارجع الى ربك واطلبه تخفيف الصلاه قال استحييت من ربي وكان يرى حياؤه على وجهه الانور النديّ .
جعلنا الله تعالى ممن استحيا من ربه وتاب من ذنبه وسار على سنة نبيه وتخلق بالخصال الكريمه محتسباً ذلك عند ربه يوم يلقاه .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه/بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/٧/٢٨ للهجره
المشاهدات : 63959
التعليقات: 0