خلق الله تعالى وهو الخالق العظيم الله آدم ابوالبشر من طين لازب من صلصال كالفخار وخلق منه زوجه حواء وفي الحديث ان الله تعالى خلق أدم بقبضة قبضهامن جميع الارض فجاء بنو أدم على قدر الارض الاسود والاحمر والأبيض والاصفر ومابين ذلك ومنهم السهل والحزن والخبيث والطيب، وهذا من عظمة الخالق العظيم خالق كل شيء ومصوره وبإرادته تعالى جعل هناك تفاوت بالألوان و مماثل او اكثر عمقاً وتأثيراً وهو التفاوت بالعقول والتفكير والمنطق والرؤيه وهذه هي ماأردت سبر غورها والوقوف على مدى تأثيرها على الناس وعلاقاتهم وتعاملهم مع ماحولهم ليس ذلك عن دراسة نظرية أوعلميه ولكن عن خبرة عقود من الزمن من رؤية حال الناس وتعايشهم مع الغير وبالتعامل مع أصناف من هؤلاء الناس سواء الأسره او الاقارب او الاصدقاء او المعارف او الزملاء بالعمل او الرؤساء اوالمرؤسين أوعامة الناس .
فسبحان من خلق البشر من الطين بألوانه وأوجد الطباع والعقول المتفاوته في خلقه!
فنجد الانسان السويّ المتزن في دينه وخلقه طباعه وتعامله مع ماحوله بتمييزٍ دون خلط اوعشوائيه يزن الأمور بميزان الحقيقه ويتعامل معها كما يجب برؤية ووسطيه لايجافي ولايغالي عرف الحق فاتبعه وعرف الباطل فاجتنبه يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه
قوله صواب يحتمل الخطأ وقول غيره خطأ يحتمل الصواب كما قال الشافعي رحمه الله تعالى ولسان حاله يقول إن اصبت فمن الله تعالى وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ويستغفر الله تعالى.
ونجد من هو دون ذلك يميّز في بعض تعامله ويتعامل كما يجب ويختلط عليه الأمر احياناً ويتعامل بعنجهيه ويظن انه على صواب وبسبب تضارب افكاره يتأثر تعامله ويأخذه عدم وضوح الرؤيه لديه بان جميع افكاره وتعاملاته صحيحه وهوقد خلط الغث بالسمين وهذاقد عمل عملاً صالحاً وآخر سيئاً وهذا من يجب الحذر منه لألتباس امره على نفسه وعلى غيره .
وهناك النوع الثالث الاعمى وهوبصير والعليل وهو صحيح بشكله انسان كفصيله ولكن الحقيقه غير ذلك يرى الحق باطلاً والباطل حقاً لايصغي لقول حق ولا يتمنّع عن قول باطل وهو من يطلق عليه قديماً وحديثاً (الاحمق) مجانب للصواب دائماً لايستقيم له قول إلا ماندر وبالفعل كذلك لو اشترك في نقاش اخرج النقاش بأحمقيته عن هدفه وحاول تحوّيله الى صراع فالصراع والخلاف هو بيئته التي لايستطيع العيش الا بها ومن صفاته تشتت الفكر لديه وعكس الأمور قولاً وفعلاً
وبعد الأحمق يأتي الخبيث الذي يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب يبتسم بوجهك ونظراته تفضح ابتسامته واذا خلا قال عنك الاقاويل وفعل بك الافاعيل لا لسبب بينك وبينه ولكن خبث طويه ونفس دنيه وحسد في نفسه ينهش في قلبه عليك وهذا اشد غضاضة من الاحمق السابق الاشارة اليه بالرغم من اشتراكهما في الحمق والخبث وكلاهما تجد في حياتهما اهتزاز وفي قلوبهما ارتجاف نتيجة فعل الحسد العجيب الذي يبدأ بصاحبه فيقتله وهم يتعاملون غالباً مع جميع من حولهم بهذا الأسلوب فليس لهم قريب ولاصديق فالحمق والخبث سيطر عليهم .
هذه مجرد رؤيه لسلوك من تعاملت معهم من البشر ربما تكون صائبه او يتعرضها شيء من النقص فالكمال لله وحده
جعلني الله تعالى ومن يقرأ ومن نحب من الموفقين الي الاخلاق الحميده والرؤية السديده وابعد عنا الحسد والحمق والخبث وسوء النية والطويه .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بقلم: بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/٨/٩ للهجره
المشاهدات : 41680
التعليقات: 0