خلق السموات والارض منها أربعة حرم وسماها وجعل شهر رمضان سيدها نزل فيه القرآن الكريم على سيد المرسلين وفرض صومه على المسلمين وفضّل العشر الأواخر وجعل فيها ليلة خير من ألف شهر ليلة القدر هي حتى مطلع الفجر من حرم فضلها فقد حرم ترجى في الأوتار من هذه الليال المباركه فيها السباق محموم والاجر معلوم وفواتها محتوم ومن حرمها مكلوم، نذكرها بالافواه ولانعطيها حقها من القيام والصلاه فأين نحن من السلف الذين يبيتون لربهم سجداً وقياما وأين نحن ممن تتجافا جنوبهم عن المضاجع خوفاً ورجاءً ، هانحن في أول ليله من هذه العشر فهل منا من يشد الميزر تأسياً بسيد الخلق الذي تفطرت قدماه الشريفتين من القيام وقد غفر له ماتقدم من ذنبه وماتأخر ولكنه صلى الله عليه وسلم عبداً شكورا
فكيف نحن وقد اعتورتنا الذنوب والخطايا ورغم ذلك نتكاسل ونتهاون ونسوف ولاندري متى تحل بنا المغيبة الرابعة والخامسه وهما في علم الغيب وعلمهما عند الملك الديان .
أيها الأحباب بدأ الشهر وفي لمحة بصر انقضى منه عشرون يوماً فماذا نقول بعشرة ايام وسرعة انسلاخها وانقضائها وفيها مافيها من خيري الدنيا والآخره فهل نهتبلها وننعم بخيريتها ونسعد قلوبنا ونريح أنفسنا بعمل وعطاء نرجو به الله تعالى وعفوه وغفرانه ورضوانه فالله تعالى هو الغني ونحن الفقراء اليه فهلموا بنا لبابه في ليلة نزّل فيها رحماته لننهل من عطاياه الجزال التى خص بها أهله وخاصته من المؤمنين الخلّص فياليتا معهم عند توزيع الجوائز على الفائزين برضوان رب العالمين وكما نعلم فكل الشهر الكريم مبارك والعشر مباركه وليلة العيد ويوم العيد ومافيهما من زكاة وصلاه وتلاوته وذكر وبر وصلة ارحام قال الله تعالى (قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى)
أيها الأحبه انا أول المقصرين ولكن الذكرى تنفع المؤمنين فلعلي وإياكم ومن نحب ممن أستمع القول فأخذ بأحسنه وعمل لما بعد الموت ولايغتر بنفسه فبعض الأنفس أمارة بالسوء فلانتبعها هواها ونتمنى على الله الاماني وبذلك نكون من العاجزين .
أخوتي لنلتفت للعمر أين وصل وللشّعر ماذا به حصل
وللسمع والبصر الذين اقتربا كثيراً من موقع السوط والعصا ما أكثر النذر فهل نرعوي ويكون كل واحد منا مؤمن قوي .
وفقنا الله جميعاً للعمل الصالح وتقبل منا وغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتنا وازواجنا وأقاربنا وذوي ارحامنا ومن له حق علينا والمسلمين ممن شهدوا لله بالوحدانيه ولنبيه بالرساله وماتوا على ذالك
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه /بقيش سليمان الشعباني
الخرج ١٤٤٢/٩/٢٠للهجره
المشاهدات : 53580
التعليقات: 0