تبرع شابٌ بكليته لوالده منهيا آلامه مع مرض الفشل الكلوي الذي أصابه منذ عام ونصف، ليضرب أروع الأمثلة في البر بالوالدين، والاستعداد بتقديم كل غالٍ ورخيص من أجلهما.
وكان تبرع الابن محمد الشمري بكليته لوالده قرارا اتخذه منذ أن رأى معاناة والده من الألم والغسيل، إيمانا بأن ما قام به لا يوفي والديه أجرهما وصبرهما على تربيته صغيراً ورعايته حتى كبر، وتزوج ورُزق بطفلين، وهو يعمل في القطاع العسكري، لكنه تقاعد مبكراً بسبب ظرف صحي.
ورفض الأب أولا أن يتبرع ابنه له بكليته، وحاول أن يثنيه عن قراره خوفا عليه، ولكن الابن أصر على والده، وبعد محاولات عدة اقتنع بقراره، الذي جاء امتثالا لأوامر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بالبر بالوالدين والإحسان لهما، فمهما قدم من أعضاء جسمه فلن يوفيهما ولو جزءا من حقهما.
واستمرت عملية نقل الكلية حوالي 8 ساعات، بعد أن خضع الطرفان للفحوصات اللازمة قبل إجرائها، بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بخشم العان بالرياض، وكُللت العملية بالنجاح، وخرج الأب والابن بحالة طيبة، ومكثا 4 أيام في تنويم العناية الفائقة للاطمئنان عليهما.
ولم يخشَ الابن الشمري، 28 سنة، التأثير السلبي للتبرع على حياته مستقبلا، فالأعمار بيد الله عز وجل وهو وكل ما يملك فداء لوالده، حتى ولو كان الثم