أتعجبُ من حالي وحالكُ أعجبُ
و أنتَ إلى لومي تحنّ و تطرب !
عجبتُ لِمَا ترمي و تسكن أضلعي
و مِن عجبٍ..أنّا كلانا يعذّبُ !
و مَن سكن الأضلاعَ؟ قلْ يا مُعَاتِبي
أ لستَ على علمٍ ! فما لكَ تشجبُ ؟!
كماتبعثُ الغيماتُ في البحر ماءها
و تُنكرها الأمواجُ..والغيمُ يسكبُ !!
و كم أهدتِ الأزهار للنحل روحها
لِتبتسم الأزهار والنحل يغضبُ !
و كم تلعن الدمعاتُ عينًا تحثُّها
لتخرج من ظلمائها و تُغيّبُ !
أعاتبُ أيامي و أعجبُ أنّها
تقودُ صباحي للمغيبِ و تغربُ !
و أعجبُ من بدر تفتّحَ واستوى
أ يلبسُ غيمًا في السماءِ و يُحجبُ !
و كم سألتْ أرضُ اليباسِ سحابةً
لتسقيَها..والريح بالمزنِ تلعبُ !
فيا وردةً تُهدي الأنامَ عبيرها
و قاطفها يجني العبير و يغصبُ
تمهّل ولا تجزع وكن ذا جلادةٍ
فأنكَ في دنياك تبلى و تتعبُ
تعلّقَ نبضي يا أميرُ بظبيةٍ
و أتلفني نبضي فجئتك أعتبُ
و كم علةٍ أودتْ بصحةِ مُدنَفٍ
مللتُ من الآهات..كيف سأهربُ
و كيف إلى ذاك الغزال تسير بي
تعبتُ من الشكوى فأين سأذهبُ
و هل تهدأ الأمواج والبحر عاصفٌ
و إنْ هدأتْ يومًا فبحركَ يكْذِبُ
فؤاديَ..حالي ما علمتَ فلا تلمْ
ستضحكُ يومًا أنْ بقيتُ..و تغلبُ
فكم غلبَ الماء الضعيفُ حجارةٌ
يصافحها دومًا..تئنُّ و يضربُ
تعاتبهُ دومًا..هل الذنب ذنبها
فقال ولا ذنبي..إذنْ كيفَ نُذنبُ
و هل يقتلُ الآمالَ غير بلوغها
رأيتَ بياض الرأس للموتِ يصحبُ
و إنّ لك العتبي على ما لفيتَهُ
دعِ البحرَ للبحارِ فالنهرُ أعذبُ
ستبتسمُ الأزهارُ بعد يباسها
و يبرأ مِن آهاتهِ مَن يُعذّبُ
فقد ترتدي الظلماء بدرًا يُنيرُها
و قد يضحك البحّار والليلُ غيهبُ